"منتدى الفنيين الشباب"... منصة للتواصل مع المواهب

"منتدى الفنيين الشباب"... منصة للتواصل مع المواهب

نظمته الشركة على هامش فعاليات مؤتمر ومعرض الكويت للنفط والغاز

  • المنيفي: ينبغي تبديد مخاوف العالم من التغيّر المناخي واستدامة النمو الاقتصادي وأنماط الاستهلاك
  • نائب الرئيس التنفيذي: القدرة على التكيّف مع التقنيات والابتكارات عنصر رئيسي في تحديد نجاح الشركات
  • الجلسة النقاشية شهدت خمسة عروض مميّزة إضافة إلى خمسة أخرى قدمها الطلبة
  • تفخر "نفط الكويت" بأكبر نسبة من الموظفات الإناث مقارنة ببقية شركات القطاع النفطي

 

يمثل التواصل المباشر مع جيل الشباب والأبناء بكافة مكوناته وفئاته العمرية أحد المكوّنات الثابتة والأساسية في استراتيجية شركة نفط الكويت، ذلك أن جيل الشباب يمثل المستقبل بكل ما فيه من تحديات وفرص نجاح لكل مجتمع يتوق إلى التقدم والرقي.

فقد دأبت الشركة على إيجاد عنصر مشاركة فاعلة لشباب في كل المناسبات والمؤتمرات المهمة التي تنظمها بصورة دورية، وتحرص على إطلاع من يقع عليهم الاختيار على تفاصيل العمل اليومية الحقيقية بالقطاع النفطي في سبيل تهيئتهم للحياة العملية إذا ما رغبوا في العلم بالقطاع مستقبلاً.

في هذا السياق، وضمن فعاليات مؤتمر الكويت الرابع للنفط والغاز 2019، نظمت الشركة، بالتعاون مع جمعية مهندسي البترول العالمية، منتدىً خاصاً لمجموعة من طلبة جامعة الكويت وجامعة الشرق الأوسط الأميركية والكلية الأسترالية في الكويت بعنوان "منتدى الفنيين الشباب".

وشارك في البرنامج الذي استضافه معرض أحمد الجابر للنفط والغاز، عدد من الخبراء المتخصصين في صناعة النفط والغاز بالكويت.

 

نهاية العمل اليدوي

في بداية المنتدى، ألقى نائب الرئيس التنفيذي لجنوب وشرق الكويت بدر المنيفي كلمة رحب فيها بالحضور، مستعرضاً بعض التحوّلات التي طرأت على مشهد صناعة النفط والغاز في العقدين الماضيين.

وقال المنيفي إن الصناعة النفطية ليست جامدة بل تعيش في تطور وتغيّر دائمين، ففي كل عام "نشهد تطورات مدهشة ومختلفة عن كل ما تعلمناه في أيام الدراسة الجامعية".

وأضاف أنه في حين يزداد الطلب على الطاقة في العالم كله، تزداد وتيرة المنافسة على صعيد مصادر الطاقة البديلة، لذلك يبدو من الضروري تماماً أن يستمر الابتكار كي تزدهر الصناعة النفطية، في الوقت الذي تتم معالجة مشهد عالم الطاقة المتغيّر باستمرار.

ورأى أنه ولت أيام العمل اليدوي في حقول النفط، وأصبحت صناعة النفط المكان المثالي للتخصصات الجديدة والمثيرة التي تبرز كل يوم وتثير اهتمام جيل الشباب مثل تحليل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والبرمجة التي باتت ضرورية لصناعة النفط.  

 1.jpg

عصر جديد

أكد نائب الرئيس التنفيذي على ضرورة أن تعالج صناعة النفط والغاز اليوم مخاوف المجتمع العالمي ذات الصلة بالتغيّر المناخي، واستدامة النمو الاقتصادي العالمي وأنماط الاستهلاك، فمعادلة العرض والطلب العالمي على الطاقة تتغيّر باستمرار، كما أن سيناريوهات استهلاك الطاقة في المستقبل تضع في اعتبارها الحصة المتزايدة لمصادر الطاقة المتجددة، ولعل هذا يقوي الحجة القائلة بالحاجة الماسة للمواهب الشابة لدعم القطاع النفطي في عملية التحوّل تلك، كي تصبح الكويت بلداً منتجاً ذكياً ونظيفاً للنفط والغاز.

وأشار المنيفي إلى أن القطاع النفطي يدخل عصراً جديداً في ظل التحوّل الذي يشهده قطاع الطاقة في العالم، ولذا فهو يبذل قصارى جهده للتواصل مع الشباب قادة المستقبل ونقل صورة ما يحدث لهم، ذلك أن القدرة على التكيّف مع التقنيات والابتكارات الجديدة باتت عنصراً رئيسياً في تحديد قدرة الشركات على تحقيق النجاح والاستمرار أو التراجع.

واعتبر أن صناعة النفط والغاز هي صناعة المستقبل بالنسبة للمتخصصين في محالات العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والتمويل والمحاسبة، لأنها توفر لهم المجال لتكوين حياة مهنية مستقرة يتعلمون فيها باستمرار.

لكن ذلك يحتاج أيضاً إلى جيل مسلح بالعلم والمعرفة والأدوات اللازمة التي ربما تشتد الحاجة إليها مع مرور الوقت. وقال "المواهب القوية التي نحن بحاجة إليها اليوم لم تعد من جيلي أنا، فالأمر يعود للقادة الشباب بالدخول إلى صفوف القوة العاملة وإلهامنا وتعليمنا كيفية التعامل مع الثورة الصناعية الرابعة بنجاح".

 2.jpg

تحقيق رؤية 2035

وأكد المنيفي أن قطاع النفط والغاز في الكويت يمثل المحرّك الأساسي في تحقيق رؤية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح "كويت جديدة 2035"، معتبراً أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال قوة عمل تساهم في النمو.

وإذ رأى أن جيل القادة الحالي في الشركة سيساهم في دعم الرؤية، فإن جيل القادة الشباب هو من سيشرف عليها ويطبقها بالمستقبل، مؤكداً أن الصناعة النفطية بقيت مرنة لأنها استقطبت المواهب على الدوام.

وأردف أن بعض إجابات الشباب في استطلاع للرأي أجري مؤخراً تمحورت حول الراتب الجيد وبيئة العمل المريحة والاستقرار الوظيفي والتوازن الجيد بين العمل والحياة، مؤكداً أن هذا بالفعل هو ما توفره صناعة النفط والغاز في الدول الخليجية، مشيراً إلى أنه ونظراءه عملوا في شركات تهتم برفاهيتهم ورفاهية عائلاتهم.

 3.jpg

لا للمفاهيم الخاطئة

وشدد على ضرورة مواجهة المفاهيم الخاطئة حول صناعة النفط والغاز، مثل قول البعض إنها لا توفر سوى العمل اليدوي، أو أنها لا توظف سوى مهندسي البترول والكيمياء، موضحاً أنها تحتاج إلى معظم المهن المعروفة وتتطلب مهارات فنية وإبداعاً في كل مراحل صناعة سلسلة القيمة، فصناعة النفط لا تعيش في الماضي بل لا بد لها أن تواكب كل المتغيّرات وتحرص على حماية البيئة وتسلط الضوء على ما تقوم به في هذا السياق.

وأضاف نائب الرئيس التنفيذي أنه يتفهم توجه المواهب الشابة نحو الصناعات التي يعتقدون أنها ستتأثر بالتقنيات الجديدة، فالصناعة النفطية تشهد كل يوم الكثير من الاختراعات والتقنيات الجديدة، وإذا كان الشباب الموهوبون مهتمين بهذا الجانب، فإن صناعة النفط هي ميدانهم، حيث إن الكثير من مفاهيم العصر الرقمي الجديد التي يسمع عنها الناس مثل المراقبة في الوقت الفعلي والبيانات الضخمة، يتم تطبيقها الآن في الحقول النفطية.

 4.jpg

استقطاب المرأة

وتطرق المنيفي إلى موضوع استقطاب الشركة للمرأة الكويتية بكثير من الحماس، فقال إن نفط الكويت تشكل المكان الطبيعي للقيادات النسائية المستقبلية، ومشدداً على أن صناعة النفط والغاز لا تعرف "الجنسانية" (التمييز بحسب النوع الاجتماعي)، ولذلك فقد صنعت مواهب عظيمة على صعيد الهندسة والعلوم والقيادات الإدارية.

وأكد أن الشركة تشكل عامل جذب للنساء الكويتيات وتفخر بأن فيها أكبر نسبة من الموظفات الإناث مقارنة ببقية شركات القطاع النفطي، لذلك لا بد أن توضع جانباً كل التصورات الخاطئة عن الصناعة النفطية، فالشركة توفر برامج التدريب والتطوير للموظفات مثلما توفر برامج ودورات التدريب الخارجية لموظفيها كي يتفاعلوا مع تجربة تعليمية رائدة لا تتوقف، ويحتكوا بالكثير من الجنسيات الأخرى ومن مختلف التخصصات. 

 5.jpg

مشروع للمستقبل

وأوضح أن القطاع النفطي يحتاج إلى طلبة الجامعات بكل معارفهم التقنية لأن الحقول المنتجة الكبيرة بدأت تشيخ وتحتاج إلى تكنولوجيا حديثة لتطويرها، كما بدأت الكويت عمليات الاستكشاف البحري، حيث أصبحت الثورة الرقمية تعيد تشكيل هيكل العمل وتنظمه.

ورأى أن جنوب وشرق الكويت تمثل خيار المستقبل حيث يوجد حقل برقان، فقد تطورت عمليات الشركة بصورة كبيرة باستخدام تقنيات مبتكرة ومتطورة في كل المجالات، ففي جنوب الكويت هناك مكامن وبنية أساسية يتم تعزيز نطاقها وتطويرها من خلال الاستثمار في المعرفة والعلوم والابتكار، على نحو يحميها للأجيال المقبلة.

وأشار إلى أنه سيطلق مشروعاً لتصور وضع جنوب وشرق الكويت مستقبلاً، وهو مشروع يتصور حال المنطقة بعد 50 سنة من الآن، وسيتم دعمه عبر برنامج "القادة الشباب لقطاع النفط والغاز الكويتي – KOGYL" الذي سيوفر مناسبة فريدة لأي من القادة الشباب المهتمين بالانضمام إليه ودعم المبادرة، حيث سيكون مفتوحاً لكل المهتمين وليس لموظفي الشركة وحسب.

وفي ختام كلمته، عبر المنيفي عن شكره لكل من ساهم في إنجاح المنتدى، مشيراً إلى سعادته وهو يرى هذا القدر من التفاعل بين موظفي قطاع النفط والغاز وبين المهتمين فيه على صعيد تبادل الأفكار والرؤى، مؤكداً أنه واثق من أن النجاح سيكون حليف المنتدى.

 6.jpg

جلسة نقاش

في سياق فعاليات المنتدى، وفي جلسة النقاش التي شهدها، قدم خمسة من الخبراء المتخصصين، هم البروفسور عيسى الصفران من كلية هندسة البترول بجامعة الكويت، وعلي الغيثي المدير العام للاتفاقية المطورة للخدمات الفنية للنفط الثقيل بين شركة نفط الكويت وشركة "شل"، وعماد العجمي من شركة "بيكر هيوز"، وراجيش بوري من "شلمبرجير – الكويت"، عروضاً متنوعة حول موضوع المنتدى.

وأوضح البروفسور الصفران في عرضه الكيفية التي يمكن للطلبة من خلالها المساهمة بمستقبل قطاع الطاقة في الكويت، مقدماً العديد من الأمثلة حول القدرة على تحقيق الطموح بالجد والمثابرة، وناصحاً الطلبة بالاستماع والتعلم والقيادة وعدم الخوف من الفشل.

أما الغيثي، فقد تناول تجربته في الانضمام إلى صفوف شركة "شل" وكيف تغيّر عالمه عبر المقترحات ذات الصلة بقيمة الموظف في الشركات، مؤكداً أن لهذه المعادلة أبعاداً ثلاثة تتمثل في أن يترك الموظف تأثيراً مهماً في المكان الذي يشغله، وأن يجعل الآخرين شركاء في نجاحه، وأن يستكشف عالماً من الفرص المتاحة.

من جانبه قدم عماد العجمي شرحاً مفصلاً عن تاريخ صناعة النفط والغاز في العالم ومراحل تطورها وآفاقها المستقبلية، كما تطرق إلى أن القدرة على مواكبة التغيرات في صناعة النفط والغاز أصبحت اليوم مقياس الذكاء، حيث التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وسوى ذلك من محددات النجاح.

كما تطرق العجمي إلى رؤية الكويت بشأن التحولات التي يشهدها قطاع الطاقة، وعلاقتها برؤية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والتي تقضي بإنتاج نسبة 15 بالمئة من احتياجات الطاقة في البلاد من مصادر بديلة بحلول عام 2030.

كما قدم راجيف بوري عرضاً مماثلاً.

 

عروض طلابية وملصقات

بعد ذلك، قدمت مجموعات من الطلبة الجامعيين المشاركين، خمسة عروض حول تصميم جزيئات النانو وتأثير تقنية النانو على ضغط نقطة تكوّن الفقاعات، والتفسير الاهتزازي (السيزمي) للتشكيل الساكن لحقل نفطي في النرويج، ومشروع تصميم المقررات النهائية في الكلية الأسترالية بالكويت، وتحليل النفط الخام والطريقة المثلى للمزج.

كما قدم نائب الرئيس التنفيذي بالمناسبة دروعاً تذكارية للمشاركين في الجلسة النقاشية، ولعدد من طلبة الجامعات وأساتذتهم الذين رافقوهم لحضور المنتدى.

وعلى هامش المنتدى، تم عرض عدد من الملصقات حول مجموعة من الأنشطة المتنوعة ذات الصلة بصناعة النفط والغاز، قدمتها مجموعة تطوير الحقول (غرب الكويت)، ومجموعة العمليات (جنوب وشرق الكويت)، ومجموعة تطوير الحقول (جنوب وشرق الكويت)، ومجموعة تطوير حقول الغاز، ومجموعة عمليات الغاز، ومجموعة الابتكار والتكنولوجيا، ومجموعة الاستكشاف، ومجموعة تطوير الحقول (شمال الكويت)، إضافة إلى ملصقين عرضتهما شركة البترول الوطنية الكويتية. 

KOC © 2020. Privacy Policy. All Rights Reserved -