مشاركة مميزة لنفط الكويت في "أديبك 2019"

مشاركة مميزة لنفط الكويت في "أديبك 2019"

دأبت شركة نفط الكويت خلال تاريخها الذي يمتد لأكثر من ثمانية عقود، على المشاركة في معظم المؤتمرات والمعارض والأنشطة الدولية ذات الصلة بصناعة النفط والغاز، ورائدها في ذلك السعي لاكتساب المزيد من الخبرات، والرغبة في التعرّف على أحدث التقنيات والتوجهات المناسبة لاعتمادها وتطبيقها، فضلاً عن عرض تجاربها الرائدة في عدة مجالات.

ومن هذا المنطلق جاءت مشاركتها، مؤخراً، في مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2019" بوفد ضم كلاً من مدير مجموعة العلاقات العامة والإعلام محمد البصري، ومدير مجموعة عمليات الغاز حمد الزويّر، ومدير مجموعة العقود عائشة الصليلي، إضافة إلى عدد من رؤساء فرق العمل والموظفين من تخصصات مختلفة.

وفي إطار فعاليات المؤتمر الذي يعتبر واحداً من أهم الملتقيات الدولية لرواد صناعة النفط والغاز، قدمت الشركة، ممثلة بعدد من المجموعات، تسعة عروض مميّزة، تناولت فيها جوانب مختلفة من عملياتها وأنشطتها، وذلك على مدى الأيام الأربعة التي أقيمت خلالها فعاليات المؤتمر.

ويتضمن المقال التالي الحديث عن هذه المشاركة، من خلال تلخيص أبرز ما جاء في العروض التسعة.

 

تخطيط واستراتيجية

قدمت فرح علي من مجموعة التخطيط، لمحة عامة عن استراتيجية 2040 الخاصة بالقطاع النفطي الكويتي، حيث استعرضت تصنيفات الشركات الثماني التابعة لمؤسسة البترول الكويتية من حيث أنشطتها.

ثم انتقلت إلى الحديث عن طموح شركة نفط الكويت وتطلعها للمحافظة على موقعها كشركة رائدة على المستوى العالمي، ومواصلة تعزيزه وتدعيمه، باعتبارها متميّزة في مجال الاستكشاف والإنتاج، وكذلك رسالتها التي تهدف للاستفادة من الموارد الهيدروكربونية في البلاد بأكفأ صورة، عبر عمليات الاستكشاف والتطوير والإنتاج لضمان استدامتها.

كما سلطت الضوء على قِيَم الشركة المتمثلة بالنزاهة والتميّز والشراكة والالتزام بمعايير الصحة والسلامة والأمن والبيئة، والابتكار والعمل بروح الفريق والاهتمام بالموارد البشرية.

ولخّصت فرح علي الأهداف الاستراتيجية للشركة بالسعي إلى التميّز التشغيلي وفق المعايير العالمية، وإدارة المحفظة الاستثمارية بأكمل صورة، وتحقيق طاقة إنتاجية مستدامة من النفط الخام والغاز غير المرافق، وتعويض الاحتياطيات بهدف استدامة الإنتاج، والاهتمام بالتكنولوجيا ونقل الخبرات للاستفادة منها في عملية التطوير.

وبيّنت أن من بين أهداف الشركة إقرار برامج جديدة للاستكشاف والتطوير، وإضافة احتياطيات ثابتة من النفط والغاز، موضحة أن ثمة فرصاً كثيرة في مجالات عدة مثل تطوير النفط الثقيل، وتعزيز استخلاص النفط بطرق غير تقليدية، والاستكشاف البحري، وتطوير إنتاج الغاز غير المرافق.

1.JPG 

 

ابتكار وتكنولوجيا

بدورها، قدمت مجموعة الابتكار والتكنولوجيا عرضاً مميزاً من جزأين، قدم الجزء الأول كل من فرح السالم وسعود السلمي، واستعرضا فيه أهمية الأبحاث باعتبار استراتيجية 2040 تركّز على دور الابتكار في تحقيق أهدافها الإنتاجية.

وأشار مقدما العرض إلى أن خريطة الطريق التكنولوجية في نفط الكويت تؤسّس لمشاريع بحثية سيتم تنفيذها، بهدف التصدي للتحديات التي تواجه أصول الشركة في مجال الاستكشاف والإنتاج، موضحين أن المجموعة عكفت على تنفيذ جملة من المشاريع البحثية عبر منصات مختلفة، كما تسعى لأن تكون في صلب نظام بيئي جديد ومبتكر، من خلال عقد شراكات بحثية مع الشركات ومعاهد الأبحاث والهيئات الأكاديمية.

ولفتا إلى أن مركز التميّز في قطاع الاستكشاف والإنتاج يضم نخبة من الخبراء الفنيين الذين يسعون إلى تحديد وتطبيق الممارسات العالمية المثلى، فيما تبذل المجموعة جهوداً كبيرة للعمل على تأسيس "مركز الكويت العالمي لأبحاث البترول".

وفي الجزء الثاني من العرض، أشار حسين التميمي إلى أن المجموعة مرّت بمراحل عديدة من التطور منذ تأسيسها في عام 2003 باسم مجموعة الأبحاث والتكنولوجيا، وحتى تغيير اسمها في عام 2019 إلى مجموعة الابتكار والتكنولوجيا.

وتناول التميمي الأهداف الاستراتيجية للمجموعة، والمتمثلة في تعظيم القيمة الاستراتيجية للنفط، واستغلال الإمكانات المتوافرة من الغاز، وتنمية الاحتياطيات لكل منهما، والتميّز في الأداء، وتعزيز الالتزام بمعايير الصحة والسلامة والأمن والبيئة، والاستفادة من التكنولوجيا المتطورة.

وأوضح أن مجالات اهتمام المجموعة تشمل إنتاجية الآبار، وحلول المعلومات، والحفر واستكمال الآبار، والطاقة، والصحة والسلامة، والحقول الذكية، وإدارة المياه، وتعزيز استخراج النفط والغاز، وتكنولوجيا المكامن، وإدارة معلومات الاستكشاف والإنتاج، والنفط الثقيل.

 

رحلة الاستكشاف

من جانبه، استعرض خلف عبدالعزيز من مجموعة الاستكشاف، رحلة استكشاف النفط التي بدأت بكميات تجارية من النفط وبدء عمليات التصدير وتطور عمليات الحفر، وصولاً إلى اكتشاف النفط الجوراسي في عام 1984، وتأسيس المجموعة عام 1995، واكتشاف مكامن جديدة، والسعي لزيادة احتياطيات البلاد.

وأشار عبدالعزيز إلى الدور المناط بالمجموعة بهدف التميّز في عمليات الاستكشاف، والتعاون مع المجموعات الأخرى، واستغلال التكنولوجيا، إذ تعمل المجموعة على تطوير خريطة طريق تتماشى مع استراتيجية مؤسسة البترول، وإدارة محفظة متنوعة من مشاريع الهيدروكربونات في الكويت.

وتطرق للحديث عن أنشطة المجموعة وفرقها وإنجازاتها، والتي توّجتها بمشروع المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد لجون الكويت، والذي شمل بيئات مختلفة مثل المناطق الحضرية والمدن والمنشآت الهيدروكربونية والصحاري والمزارع والمناطق العسكرية والسبخات، وأدى لاكتشاف النفط الثقيل والخفيف والعادي في عدد من التكوينات بمناطق مختلفة.

وختم عبدالعزيز حديثه بعرض تحديات الاستكشاف في الوقت الحاضر، والمتمثلة في الحصول على بيانات سيزمية ثلاثية الأبعاد ومعالجتها، نظراً لضحالة المياه وكون المنطقة ذات طبيعة متقلبة، لافتاً إلى أنه من التحديات كذلك عمليات الحفر البحري، والإحاطة بالأنظمة الجيولوجية والجيوفيزيائية للمكامن في التكوينات العميقة وفهمها، وإجراء اختبارات على تصميم وتحفيز واستكمال المكامن غير التقليدية، واختبار الآليات الخاصة بالمكامن ذات الضغط والحرارة المرتفعين، والتي تتميّز بارتفاع نسبة ثاني كبريتيد الهيدروجين.

2.JPG 

 

هندسة الحفر

وقدمت سارة حيات من مجموعة هندسة الحفر، عرضاً تعريفياً بالمجموعة استعرضت فيه رؤيتها ورسالتها، باعتبارها تشكل القلب النابض للشركة، وتقوم بكل أنشطة الحفر وإصلاح الآبار، فهي تقدم المساندة والدعم الهندسي للعمليات التي تجري في المكامن، وفي مجال البحوث والتكنولوجيا ومعاينة الآبار والتخطيط والعقود والبرامج الرأسمالية، كما تضطلع بدور رئيسي في تحقيق أهداف الخطة الإنتاجية الخاصة بالشركة، تماشياً مع استراتيجية 2040، من خلال استغلال تقنيات الحفر الجديدة.

وأشارت حيات إلى أن المجموعة تواجه تحديات في بعض المشاريع، مثل الآبار التي تعود لحقب قديمة، وتتميّز بارتفاع الضغط والحرارة، ويزيد عمقها على 20 ألف قدم، والآبار التي تتميّز باختلاف الضغط الخلالي.

كما تطرقت إلى المشاريع القائمة، والتي تتمثل في الحفر البحري الذي يعد مجالاً جديداً في عمليات الشركة، ويتوقع أن يزيد احتياطيات النفط والغاز، متحدثة عن "مركز قرارات الحفر الآنية"، الذي يستخدم أحدث التقنيات والنظم ومنشآت الاتصال المتقدمة التي ستوفر القدرة على متابعة عمليات الحفر أولاً بأول.

وأخيراً هناك "مختبر سوائل الحفر" الذي يدعم عمليات الحفر، من خلال التأكد من أن مواصفات سوائل الحفر تتوافق مع البرنامج المعتمد، وكذلك تصميم أنظمة خاصة لآبار محددة، من حيث نوعية طين الحفر والإسمنت.

 

هندسة المكامن

بدورها، قدمت هديل عبدالرحيم من مجموعة هندسة المكامن، عرضاً حول رحلة الاستخلاص المحسّن للنفط في الشركة، ذكرت فيه أنه يلعب دوراً هاماً في دعم استراتيجية 2040، حيث يمثل تطبيقه فرصة كبيرة للشركة، لأنها تسعى لتطوير البنية التحتية لضمان تلبية التوقعات الخاصة بالإنتاج.

وتناولت عبدالرحيم التقنيات المعتادة في تحسين استخلاص النفط، والآفاق المستقبلية لها، في ضوء الأعمال السابقة وخطط المستقبل، مؤكدة أن المبادرات الاستراتيجية الواضحة هي التي تقود مساعي الشركة في هذا المجال.

وأوضحت أن الشركة تركّز على عنصري الاستراتيجية والتنظيم، وعلى دراسة الجدوى والتصاميم التجريبية في تحسين استخلاص النفط، وهناك عمليات التشغيل التي تهدف إلى إجراء التجارب والاختبارات على الآبار ودراسة النتائج والاستفادة منها في دعم أهداف الشركة، وبذلك يزداد معدل النشاط في الشركة عاماً بعد عام.

وأشارت إلى أن خطة الشركة الحالية في مجال الاستخلاص المحسّن تعتمد على ثلاث ركائز، تبدأ بالاختيار عبر دراسات الجدوى والتصاميم التجريبية، ومن ثم تحديد الهدف من خلال الأنشطة التي تسبق التجارب، وصولاً إلى التنفيذ، لافتة إلى أن الخطة تعتمد وسائل عديدة لتحسين الاستخلاص، منها الحرارة، أو حقن المواد الكيميائية، أو الغاز القابل للامتزاج، وأوردت أمثلة على تطبيق كل منها في الشركة.

وأضافت أن هناك تحديات تواجه تطبيق عمليات الاستخلاص المحسّن، منها جيولوجية لجهة فهم أداء المكمن، وقلة توافر مواد الحقن بسبب تكلفتها المرتفعة، والتعقيدات التي ينطوي عليها حقنها، والنفقات الرأسمالية والتشغيلية، فيما قدمت بعض التوصيات لتحسين الأداء.

3.JPG 

 

تأهيل أساسي

وقدم أحمد الرشيدي ودانا القديري من مجموعة المساندة التجارية عرضاً حول التأهيل الأولي للشركات للحصول على عقود من الشركة، أشارا فيه إلى أن نفط الكويت تهدف من عملية التأهيل إلى إعداد قوائم بأسماء الشركات، وتشترط أن تتوافر فيها الخبرة الفنية، والملاءة المالية، والمعايير الرفيعة في مجال الصحة والسلامة والبيئة والجودة.

وأوضحا أن ذلك يتم من خلال فريق عمل إدارة علاقات المورّدين، وأن هناك فئات رئيسية وفرعية يشملها التأهيل في مجالات عمل الشركة المختلفة، مثل الحفر، والمساندة الفنية، والبحث والابتكار، والخدمات الاستشارية، وخدمات مراقبة الآبار، والخدمات البحرية، والجيوفيزيائية، وتكنولوجيا المعلومات، وخدمات الفحص والتآكل والحماية، وغير ذلك.

كما تطرق العرض إلى خطوات التأهيل الخاصة بشركات المقاولات والمصانع، والتي يجب أن تلبي شروط الشركة في كل المجالات، حيث تخضع لعملية تقييم وتدقيق صارمة قبل الموافقة على تأهيلها، بعد أن يتم نشر إعلانات بهذا الشأن في الجريدة الرسمية وبعض الصحف المحلية والعالمية المختارة، إضافة إلى صحف دول مجلس التعاون الخليجي.

 

أهمية العقود

بدورها، قدمت مديرة مجموعة العقود في الشركة عائشة الصليلي، ومعها سبيكة القديري من المجموعة، عرضاً حول إجراءات وشروط ومقوّمات التعاقد، قدمتا فيه لمحة عامة عن المجموعة والمسؤوليات الموكلة إليها، وأهمها التعاطي مع عملية التعاقد الخاصة بالمشاريع والخدمات وتسهيلها، عبر تطوير توجيهات وتدابير تعتمد على الممارسات الدولية وتحليل الأسواق والمخاطر.

وأوضحتا أن المجموعة هي جهة التنسيق الخاصة بالاتصالات مع المقاولين المحتملين قبل منح العقود، حيث تسعى لتحسين وتعزيز نماذج العقود المختلفة، تماشياً مع التوجهات العالمية، وتحسين مشاركة المقاولين المحليين والعالميين.

وتناول العرض تصنيفات العطاءات وأنواع المناقصات، مثل العطاءات التنافسية، والتعاقد المباشر مع المصدر الوحيد الذي يقدم خدمات خاصة لا تتوافر لدى غيره، ومناقصات الظرف الواحد، ومناقصات الظرفين.

وتطرق العرض إلى شروط المشاركة في مناقصات الشركة المفتوحة والمحدودة، ليقدم بعدها تعريفاً ببوابة نظام (eBusiness) الذي تتواصل الشركة عبره مع شركائها التجاريين، ويمكنهم من خلاله تقديم طلبات التأهيل الأولي في الفئات المختلفة، والاطلاع على التفاصيل الخاصة بالمناقصات والوثائق التجارية، وتنزيل وثائق المناقصات ومواعيدها.

بعد ذلك، تم عرض إحصائيات عن العقود التي وقعتها الشركة وقيمتها، لينتهي العرض ببيان الفرص المتاحة والمستقبلية في مجال العقود، حيث تؤكد استراتيجية 2040 على زيادة إنتاج النفط والغاز مع ترشيد التكاليف، وبدء عمليات الاستكشاف البحري، وإنشاء شبكات واسعة من خطوط الأنابيب، والتزام الشركة بتطوير الشركات والصناعات المحلية، بمساندة من الشركات العالمية، وتدريب الكوادر الكويتية، ما يوفر الكثير من الفرص.

 

مشتريات ومواد

العرض الأخير كان من نصيب مجموعة المشتريات وإدارة المواد، وقدمه عمر جمعة الذي تطرّق بداية إلى أهداف مراقبة المخزون، ومنها التأكد من توافر المواد للوفاء باحتياجات عمليات الشركة، والحصول على أفضل قيمة، في إطار الالتزامات التعاقدية والتنظيمية، وضمان الرضا الكامل للعملاء، والسعي لتحسين المخزون، وتحقيق توازن مناسب لتوفير منتجات عالية الجودة للمستخدمين النهائيين، والحفاظ على عوامل توفير التكاليف.

وتحدث العرض عن أوامر الشراء الشاملة أو الدائمة، التي تقضي بأن يوفر المورّد السلع والخدمات بسعر محدد سلفاً بصورة متكررة وفي فترة زمنية محددة، حيث بدأت الشركة العمل في هذا الإطار أوائل عام 2000 وبعقود مدتها ثلاث سنوات، أو أربع إلى خمس سنوات في بعض الحالات، فيما وصلت نسبة الوفر في هذه العقود إلى نحو 60 بالمئة حتى سبتمبر الماضي.

وبموجب أوامر الشراء برسم الأمانة (الإيداع)، يحصل المورّد على دفعات شهرية بناء على تقرير استهلاك المواد الذي تصدره الشركة للمجموعات المختلفة، ولا توجد أي قيود على طبيعة المواد في هذا النوع من العقود، بينما تأخذ الشركة في اعتبارها مصلحة المورّد، حيث يتم استخدام صيغ محددة لحساب تذبذب الأسعار.

وأفاد جمعة بأن من مزايا هذه العقود أنها تقلّص المخزون، ولا يتم دفع الأموال إلا مقابل المواد المستهلكة، كما توفر على المورّد عناء التسويق، وتؤمّن المواد في الوقت المناسب، بحيث تجري عمليات الإنتاج وتوفير الاحتياجات الطارئة بصورة سلسة، وقد بلغ إجمالي الوفر في هذه العقود 22 بالمئة.

وخلص العرض إلى ملاحظة أن نسبة الوفر في طلبات الشراء برسم الأمانة تتراوح بين 14 و44 بالمئة، بعد إجراء دراسات حالة على 7 مجموعات من المواد الكيميائية، ما دفع الشركة لتطبيقها على أكبر مجموعة من السلع.

 

KOC © 2020. Privacy Policy. All Rights Reserved -