فريق عمل خدمات طب الأسنان.. قصة تطور مستمر

فريق عمل خدمات طب الأسنان.. قصة تطور مستمر

تتسم شركة نفط الكويت بالعديد من الميزات الرائعة، أبرزها أنها تتطور باستمرار، حيث تترسخ هذه الثقافة والنهج الثابت في كافة المجموعات وفرق العمل والأقسام والإدارات داخل الشركة، ونلاحظها دائماً في جميع عملياتها ومشروعاتها.

وفي هذا المقال، اخترنا أحد الفرق الطبية في الشركة كي نسلط الضوء ما يقوم به من جهد وعمل كبير، ونتحدث عن التطور الذي يشهده، فالتقينا رئيس فريق عمل خدمات طب الأسنان في المجموعة الطبية الدكتور عبدالعزيز القبندي، والذي كان عند حسن ظننا دائماً فيما يتعلق بتزويدنا وإطلاعنا على الكثير من المعلومات الثرية والمفيدة.

وتصادف أن الجلسة تزامنت مع احتفال الفريق بتطور مهم بالنسبة إليه تمثل بافتتاح ملحق للمبنى الذي يعمل فيه، وذلك برعاية وحضور نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الإدارية قصي العامر، لذا كان من الضروري أن نتطرق في حوارنا إلى هذه التوسعة، بالإضافة طبعاً إلى تعرفنا على الدكتور القبندي وطريقة قيادته لفريقه ورؤيته في العمل، والتي جعلت التطور المستمر نهجاً ثابتاً له، فإليكم تفاصيل هذه المقابلة الشيّقة التي اطلعنا خلالها على إنجازات الفريق وخططه المستقبلية.

 

المهمة والرؤية

أكد القبندي في البداية أنه يعمل على توجيه فريقه للتركيز على تقديم الدعم والمساعدة للناس، حيث إن مهمته الأساسية هي التعامل مع المرضى وتهيئة البيئة المناسبة لهم، وكذلك استخدام أحدث التقنيات التي تساعدهم على الشفاء والتعافي بسرعة.

أما عن رؤيته، فهي أساسية ومهمة للغاية وتتمثل في العمل على كسب ثقة الناس وهم في هذه الحالة موظفو القطاع النفطي، وعلى الرغم من أنهم غير ملزمين بالعلاج في مستشفى الأحمدي، إلا أنه ينبغي عليهم على الأقل تزويد الفريق بمعلومات محدّثة عن صحتهم، بما في ذلك حالة أسنانهم.

 

الخطط المستقبلية

تركز الخطط المستقبلية للفريق على كيفية تقديم الخدمات الطبية متعددة التخصصات بشكل أفضل، فلدى الفريق حالياً ممارسون عامون، وأطباء تقويم الأسنان، وأطباء لب الأسنان، لكنهم يعملون بشكل منفصل في الغالب، لذا يأمل القبندي بتغيير المفهوم من نهج التخصصات المتعددة إلى نهج التخصصات المتداخلة، والتي تتمثل بإنشاء وحدات صغيرة يحتوي كل منها على جميع التخصصات، بحيث يمكن للمريض التحدث إلى أي شخص عند دخوله.

كما أن هناك سعياً من الفريق لتعزيز الاعتماد على الخدمات الرقمية لتشمل جميع الإجراءات الطبية والإدارية، حيث يوضح القبندي أن الرقمنة لم تكتمل بعد على صعيد الخدمات الصحية، إذ يوجد لدى الفريق الآن ماسح ضوئي، وأنظمة تصوير مقطعي إلكترونية، وتكنولوجيا التصميم والتصنيع عن طريق الحاسب الآلي، في حين أن اكتمالها يشكل تحدياً كبيراً، وذلك بسبب الحرص على الأمن الإلكتروني، ما يؤخر العمل بعض الشيء، لكن يجري السعي من أجل تخطي هذه العقبة.

1.jpg 

 

تقنيات جديدة

يعتمد طب الأسنان بشكل كبير على التكنولوجيا، والتي يعمل الفريق على تعزيزها من خلال التحول الرقمي في مجالي تركيب تيجان الأسنان وزراعتها، وذلك لتجنب هدر الوقت والأخطاء البشرية وانتقال الجراثيم، فيصبح بالإمكان على سبيل المثال نقل صورة التاج من خلال نظام الكمبيوتر إلى المختبر، الذي ينشئ بدوره النموذج بأكمله رقمياً ويرسله إلى التصميم ومن ثم يتم التصنيع بواسطة عملية إلكترونية مكتملة.

أما في زراعة الأسنان، فتُستخدم حالياً الأشعة السينية ثنائية الأبعاد للزرع، وعلى الطبيب تقدير موقع الزرع ومكان وضع السن، لكن باستخدام نظام التصوير المقطعي الآلي، سيتم تحديد المكان وتصميم الدعامات في المختبر وإرسالها إلى الأطباء حتى يستطيعوا استخدامها في عملية الزرع وفقاً لكثافة عظام المريض.

 

أمل مستقبلي

يأمل القبندي أن يمتلك فريقه بالمستقبل القدرة على علاج كافة الحالات، حيث إنه لا يزال يحيل بعض المرضى لمستشفيات أخرى، معرباً عن اعتقاده أن علاجات بعض الأمراض في الكويت يجب أن تكون مركزية، مثل حالات الأورام التي تعتبر نادرة، وبالتالي ينبغي التعاون مع وزارة الصحة لتجميع الخبرات في مركز واحد.

ويشير إلى أن هذا الموضوع يمثل أحد التحديات الرئيسية، حيث يمكن لتلك الخبرات تطوير تجاربها والتعلم من بعضها البعض، فإذا تعامل كل مركز على حدة مع هذا النوع من الحالات، فسيتم تشتيت التجارب ولن يتعلم أحد شيئاً.

2.jpg 

 

تحسينات جديدة

ورأى أن التحسين الأول المطلوب يتمثل بزيادة عدد العيادات والقوى العاملة، وذلك لرفع نسبة عدد أطباء الأسنان في مقابل أعداد المرضى، وهي نسبة لا تزال قليلة على صعيد الكويت بأسرها، وقد تم حل هذه المشكلة جزئياً في الشركة، حيث تمت زيادة المساحة المخصصة للفريق وكذلك القوى العاملة.  

وقال إن هناك تدابير جديدة تتعلق بالمراجعة الطبية التي كانت في السابق تشهد تكراراً لبعض الحالات، حيث إن عودة المريض إلى عيادة المصابين في غضون ستة أشهر من مراجعته الأولى، تعتبر عبئاً كبيراً يقع على عاتق طبيب الأسنان، إذ يجب ألا يعود المريض الذي يتمتع بصحة جيدة خلال هذه الفترة القصيرة ليخضع مجدداً للعلاج، ما لم يكن لإجراء فحص دوري فقط، وبالتالي فإن الهدف الرئيسي للتحسين هنا هو تغيير واقع المرضى، من خلال خفض عدد المراجعات، وهو ما يتم عبر المتابعة الصحيحة من قبل طبيب الأسنان نفسه.

وأفاد بأن فريقه طلب مؤخراً الحصول على دراسة استقصائية من فريق عمل التأكد من الجودة وتطوير العمل، وقد تلقاها بالفعل عن طريق رئيس الفريق ريما العوضي، وتناولت قياس وضع فريقه من حيث جودة الخدمة، وبناء على ذلك، سيبدأ في تنفيذ التوصيات لتحسين الجودة، وسيكون لديه المزيد من المشاريع في المستقبل.

 

نمو وتطور

وفيما يتعلق بجهوده الرامية لمساعدة فريقه على النمو والتطور، يوضح القبندي أنه يلتزم بالطريقة التي تعمل بها شركة نفط الكويت، أي أن يكون لدى كل موظف برنامج تطوير شخصي يتم تحديثه كل عامين، على أن يكون جميع موظفيه على دراية تامة بكيفية استخدام الحاسب الآلي وبقوانين وسياسات الصحة والسلامة والبيئة.

لكنه أشار إلى أن لديه خططاً تنموية للفريق، منها برنامج علمي خاص، ويجب إشراك الجميع، ومن ضمن مؤشرات الأداء الرئيسية أنه يجب على كل طبيب في الفريق تقديم محاضرة عن تجربته الخاصة، بهدف الترويج لنفسه، وتعزيز عمله، وتبادل المعرفة، حيث إنه في العادة يكون الحاضرون من أطباء الأسنان الآخرين.

وأضاف أن هناك أيضاً دورات مصغرة حول طب الفم، وكيفية عمل أطقم أسنان كاملة، وأخرى حول طريقة التقاط صور الأشعة، وكلها معتمدة من معهد الكويت للتخصصات الطبية.

وكشف عن أن هذه الدورات يجري العمل عليها حالياً، وهي تلي دورات سابقة بشأن إحالات المرضى إلى العيادات المتخصصة، حيث عمل الفريق على توعية الممارسين العامين بشأن هذا الموضوع، بحيث يعرف الأطباء كيف ومتى تتم إحالة المريض.

واعتبر أن أحد التحديات الرئيسية في الكويت، وليس في الشركة فقط، يتمثل في وجود خيارات متعددة أمام المريض، وبالتالي فإن معلوماته تكون موزعة في عدة أماكن، ويمثل ذلك مشكلة كبيرة له تقف عائقاً أمام التشخيص السليم لحالته، حيث إنه من المهم جداً أن يكون لدى المريض طبيب واحد لمتابعته والاهتمام به.

3.JPG 

 

هدف تطويري

وفيما يتعلق بتوسعة مساحة المبنى، يقول القبندي إن الهدف الرئيسي من ذلك هو زيادة عدد أطباء الأسنان، حيث كان الفريق يضم 12 طبيب أسنان عند انطلاقته، لكن بسبب الارتفاع الكبير في أعداد المرضى والمراجعين، وفي ظل التحسن في الخدمات والتكنولوجيا، بات يتعيّن عليه تقديم خدمات جديدة، وهو ما لا يمكن تحقيقه مع هذا العدد القليل، لذلك كان هناك حاجة لزيادة الحجم من حيث القوى العاملة والمساحة على حد سواء.  

وفي النهاية، وبعدما تم وضع التصميم اللازم، حرص القبندي على أن يكون المبنى عبارة عن قسمين: قسم المصابين، والمبنى الرئيسي، أما بالنسبة لعيادة المصابين، فقد روعي في تصميم المبنى توفير ما يلزم للتمكن من تشغيله 24 ساعة، ويحتوي على ثلاث عيادات، وغرفة للأشعة السينية، ومكتب للأمن، ومدخل رئيسي، ومنطقة استقبال وانتظار، ودورات مياه للإناث وأخرى للذكور، وهو مستقل تماماً، وقد أوشكت الأشغال فيه على الانتهاء ليصبح مؤهلاً للعمل على مدار اليوم.

أما قسم المبنى الرئيسي، فهو مخصص للخدمات الأخرى، مثل الرعاية الثانوية الفعلية، ومختبر الأسنان، والعيادات المتخصصة لطب الفم، والنساء الحوامل، ومرضى السكري.

 

مواكبة التغيرات

ورأى القبندي أن مهمة تثقيف وتوعية الناس مستمرة ولا تنتهي، حيث إن هناك حاجة دائماً لإبلاغ المرضى بكيفية الاعتناء بأنفسهم، وأشار إلى أنه لا بد من مواكبة التغيرات التي تحدث حولنا، وقد برزت مبادرات عديدة في هذا الشأن، خاصة تلك التي يقوم بها جيل الشباب الكويتي.

وأوضح أنه في السابق كانت كلمة الطبيب مسموعة، وكل ما يقوله ينبغي تنفيذه، حيث اعتاد الناس أن يكونوا أكثر بساطة، وأن يتبعوا تعليمات الأطباء، أما حالياً، فيجب أن يشارك المرضى في صنع القرار، فلا يمكن فرض أي نوع من العلاج عليهم دون موافقتهم، ومن الواضح أنه يتعين إعطاء خيارات مختلفة لهم، فقد أصبحوا أكثر وعياً بطرق العلاج بدلاً من كيفية الاعتناء بأنفسهم، وهو أمر مؤسف ويستهلك المزيد من الوقت.

 

مقارنة متفاوتة

وفي مقارنته بين واقع خدمة طب الأسنان في شركة نفط الكويت والخدمة في باقي الكويت، يرى القبندي أن الأمر المميّز هنا في الشركة ومستشفى الأحمدي هو الشعور بروح الأسرة الواحدة، سواء داخل الفريق أو مع المرضى، فالجميع يعرفون بعضهم بعضاً، وباتوا يشكلون مجتمعاً متراصاً، كما أن هناك ثقة بين الموظفين والمستشفى.

كما تتميّز خدمات الفريق بأمر حصري هو ملف الأسنان الإلكتروني، والذي قد يكون مستخدماً لدى وزارة الصحة، لكنه غير متكامل، وبالتالي وجود هذا الملف بصورته المتكاملة في مستشفى الأحمدي يجعله حصرياً.

فلدى المريض هنا ملف واحد يمكن مشاهدته في أي عيادة بالكويت، مع سجله الكامل، لكن يجب استخدامه بالشكل الصحيح، وهذا دور الطبيب ومسؤوليته.

شيء فريد آخر في مستشفى الأحمدي، هو وجود "إشارة مرور" داخل مركز فريقه، فإذا كان المريض يرغب في إحالته من طبيب عام إلى عيادة متخصصة، فهناك "إشارة مرور" وهي عبارة عن جلسة تعليمية لنظافة الفم، تشبه المحاضرة لتثقيف المريض حول كيفية الاعتناء بنفسه، إذ يجب أن يفهم أنه لا يمكن إحالته إلى عيادة متخصصة قبل أن يكون مؤهلاً تماماً لرعاية نفسه، وإلا فسيلحق الضرر بصحته.

لذلك يجب أن يتلقى المريض إشارة المرور الخضراء للذهاب إلى عيادة متخصصة، وهي فكرة أطلقها القبندي نفسه، معتبراً أنها تشبه عملية تعلم قيادة السيارة، فلا يمكن للشخص اقتناء سيارة قبل أن يجتاز دورة مهارات القيادة الآمنة.

أما الخدمة الوحيدة التي لا يقدمها فريقه، فهي جراحة تقويم العظام، حيث لا يزال يحتاج لإحالة المرضى إلى العيادات الأخرى، وأما بخصوص الأمراض النادرة، مثل تشوهات الوجه، أو الأورام، فاعتبر أنها يجب أن تكون مركزية بالكامل في مكان واحد بالكويت، مثل مركز البابطين، ومنطقة الصباح الصحية المتخصصة في هذه الأمور.

KOC © 2020. Privacy Policy. All Rights Reserved -