نفط الكويت دشنت المرسى الرحوي الجديد

نفط الكويت دشنت المرسى الرحوي الجديد

في احتفالية ضمت ممثلين عن القطاع النفطي والهيئات الحكومية والسلك الدبلوماسي

  • سامي الصواغ: المرسى الرحوي يعزّز قدرات الشركة في تصدير النفط ويمنحها مرونة إضافية
  • الصواغ: عملية بناء المرسى تمت في دولة الكويت بخبرات محلية في كل مراحلها
  • الصواغ: نحن بصدد زيادة حجم الأسطول وعدد المرشدين البحريين والمهندسين والربابنة
  • عدنان الخرافي: "هيسكو" تسعى لأن تصبح شريكاً أساسياً في تنفيذ رؤية "كويت 2035"

 

تعتمد شركة نفط الكويت استراتيجية واضحة في كل عملياتها، ولا تترك شيئاً للصدفة، فهي تؤمن بأن سلامة العمليات واستدامتها تتطلب توفير كل الإمكانات المتاحة للحفاظ على انسيابية العمل، وسلامة الأصول، وصورتها كواحدة من أبرز الشركات النفطية في العالم.

ومن هذا المنطلق، لا تتوانى قيادات الشركة في السعي لتحقيق أقصى درجات الجاهزية في كل مرافقها، وذلك للتغلب على كافة التحديات التي قد تواجهها.

وفي هذا السياق، دشنت الشركة مؤخراً المرسى الرحوي الجديد الذي سيضيف إلى أصولها، ويجعلها في أفضل حالات الجاهزية، سواء خلال عمليات الصيانة الدورية أو في حال حدوث أي طارئ يستدعي استبدال أي من المراسي الرحوية الأربعة الحالية، وقد أقيم حفل تدشين المرسى الذي صمّمته شركة "بلو ووتر - Bluewater" الهولندية، وصنّعته شركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن "هيسكو"، بمقر الشركة في ميناء الشويخ، برعاية الرئيس التنفيذي للشركة عماد محمود سلطان، الذي ناب عنه مدير مجموعة العمليات البحرية المهندس سامي الصواغ.

وحضر حفل التدشين كذلك مدير مجموعة الخدمات المساندة (التصدير والبحرية) بالإنابة محمد التميمي، ومدير مجموعة عمليات التصدير علي سيد هاشم، ومدير مجموعة العلاقات العامة والإعلام محمد البصري، ورئيس مجلس إدارة الشركة المصنّعة عدنان الخرافي، والرئيس التنفيذي لشركة ناقلات النفط الكويتية بالوكالة علي شهاب، والرئيس التنفيذي للشركة الهولندية، بالإضافة إلى السفير الهولندي بدولة الكويت وممثلي عدد من شركات القطاع النفطي والوزارات والهيئات الحكومية والسلك الدبلوماسي في الكويت.

 

جهد محلي

في بداية الحفل، ألقى مدير مجموعة العمليات البحرية المهندس سامي الصواغ كلمة، بالنيابة عن الرئيس التنفيذي، أكد فيها أن المرسى الرحوي إنجاز فريد، ويشكل عنصراً هاماً في البنية الأساسية الخاصة بتصدير النفط، ويعزّز قدرات الشركة في هذا المجال، ويمنحها مرونة إضافية.

وقال الصواغ إن الأهم من ذلك هو أن عملية البناء تمت في دولة الكويت بكل مراحلها، وبخبرات محلية، مضيفاً أن النجاح في بناء المرسى هو نتيجة للتعاون الممتاز والتفاهم والدعم والتنسيق بين الشركاء الثلاثة في المشروع: نفط الكويت، و"بلو ووتر" الهولندية لخدمات الطاقة، وشركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن، حيث تم تنفيذ كل الأعمال ذات الصلة ببناء المرسى بمستوى مميّز من الاحترافية والالتزام.

وأشار إلى أن عقد تصميم وبناء وتشغيل وتسليم المرسى منح للشركة الهولندية، التي صممت في السابق مرسيين لشركة نفط الكويت يعملان بصورة تتميز بالكفاءة، موضحاً أن ما شجع نفط الكويت على إسناد تنفيذ المشروع لها، سجلها الحافل بالإنجازات على مدار أكثر من 35 عاماً، إضافة إلى تجربة نفط الكويت مع منتجاتها السابقة.

ولفت إلى أن إحدى السمات الفريدة لعقد صناعة المرسى الرحوي، تتمثل في القيام بكل الأعمال الإنشائية الخاصة به واختباره في دولة الكويت، متوجهاً بالتهنئة إلى شركة "هيسكو" على تحقيق هذا الإنجاز المهم والفريد، قائلاً إنها تلعب دوراً هاماً في دعم عمليات تطوير صناعة النفط والغاز المحلية والصناعة البحرية على وجه الخصوص.

1.JPG 

 

علاقة تاريخية

ووصف الصواغ علاقة نفط الكويت مع "هيسكو" بالتاريخية والتي تمتد لعقود، قدمت خلالها العديد من الخدمات للشركة، حيث إن "هيسكو" توفر لها، إلى جانب مشاريع بناء وإصلاح السفن، خدمات احترافية تتميز بالكفاءة والجودة لصيانة الأصول البحرية من قوارب وقطع بحرية، بما فيها المراسي الرحوية، إضافة إلى خدمات الأحواض الجافة والعمالة المتخصصة، وقطع الغيار، وخدمات القوارب، والدعم الفني.

وأوضح أن نفط الكويت تتطلع إلى الاستمرار في علاقة التعاون مع "هيسكو"، باعتبارها شريكاً، وتأمل في تنفيذ مشاريع أخرى معها في المستقبل، مؤكداً أنه سعيد لأن عملية بناء المرسى تمت بنجاح ضمن الوقت المحدد بموجب العقد، وعلى النحو الذي يرضي نفط الكويت، كما أن جودة أعمال البناء تثلج الصدر، ولا شك في أنه سيتم تركيب المرسى وتشغيله ووضعه بالخدمة ضمن البرنامج المحدد في العقد.

وفي ختام كلمته، توجه الصواغ بالشكر إلى مجموعة العمليات البحرية بكل فرقها، التي قال إنها تمكنت من إدارة المشروع باستخدام موارد الشركة الداخلية، منذ بدايته وحتى نهايته، كما شكر جميع الأفراد العاملين في المشروع على جهودهم وعطائهم وإخلاصهم في متابعة مراحل المشروع.

2.JPG 

 

إنجازات وطموحات

من جهته، ألقى رئيس مجلس إدارة "هيسكو" عدنان الخرافي كلمة شكر فيها وزارة النفط ومؤسسة البترول الكويتية، وشركة نفط الكويت بصورة خاصة، لدورهم الفعال في تحقيق الإنجاز الذي يعدّ الأول من نوعه في دولة الكويت.

وأعرب الخرافي عن الأمل في رفع مستوى التعاون لتحقيق المزيد من الإنجازات والطموحات، مشيراً إلى أن شركته التي أنشئت في عام 1974، أصبحت قاعدة إنتاجية ذات مستوى متقدم، وصرحاً صناعياً محلياً يحتذى به، كما برهنت على كفاءتها وقدراتها الهندسية والإدارية الرفيعة، ونجاحها بامتياز من خلال تنفيذ العديد من المشروعات، رغم التحديات والصعوبات التي تواجهها.

وأكد أن أهداف الشركة لن تتحقق إلا بالتعاون بين القطاعين الخاص والعام، وخصوصاً القطاع النفطي وكافة الهيئات والجهات الحكومية المعنية، ولاسيما مؤسسة البترول وشركاتها التابعة لخلق مجالات جديدة للتعاون، وتذليل العقبات لدعم الصناعات المحلية وترسيخ الثقة بالشركات الوطنية، وتحقيق الإنجازات بأعلى معايير الجودة العالمية.

وخلص إلى القول إن الشركة تسعى إلى خلق بيئة عمل أساسية، لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في أن تصبح لاعباً رئيسياً في تنمية الاقتصاد الوطني، وشريكاً أساسياً في تنفيذ رؤية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح "كويت 2035"، وتحويل البلاد إلى مركز تجاري ومالي إقليمي رائد.

3.JPG 

 

شكر وتقدير وتدشين

بدوره، ألقى نائب الرئيس التنفيذي للمشروعات في شركة "بلو ووتر" جي داتيما كلمة عبّر فيها عن سعادته بحضور حفل التدشين، وشكر نفط الكويت على منح العقد لشركته بعد أربعة أشهر من الأعمال الهندسية التي تم خلالها إنجاز تصميم المرسى.

وأشاد داتيما بالتعاون البنّاء بين شركته ونفط الكويت وشركة "هيسكو" خلال مراحل التفاوض على العقد، وصولاً إلى التوقيع وبدء العمل، كما شكر مقاولي الباطن، معتبراً أن مشروع بناء المرسى في الكويت أمر جديد بالنسبة لهم.

وبعد ذلك، قدم نائب الرئيس التنفيذي لعمليات حوض بناء وإصلاح السفن في "هيسكو" المهندس سالم معرفي، عرضاً تناول فيه مراحل تصنيع المرسى الرحوي حتى إنجازه بصورته النهائية، وشكر جميع الأطراف التي ساهمت في إنجاح المشروع.

وقبيل تدشين المرسى، ارتجل مدير مجموعة العمليات البحرية كلمة توجه فيها بالشكر من جديد إلى الحضور ولشركة "هيسكو" على نجاح مشروع المرسى الرحوي، ونقل شكر نفط الكويت والعاملين فيها إلى القائمين عليه، مؤكداً أن هذا الإنجاز والاحتفال يمثلان تتويجاً وتطويراً لعلاقة وشراكة حقيقية بين الشركتين، مشيراً إلى أنه واكب هذه العلاقة منذ بداية تعيينه.

وأضاف الصواغ أن الكثيرين في نفط الكويت اكتسبوا، في سياق العلاقة مع "هيسكو"، خبرات جديدة في العديد من المجالات ذات الصلة بعملهم، مثلما تعلموا في الشركة الأم، وهذا مبعث فخر واعتزاز، مشدداً على أن تلك العلاقة آتت ثمارها، وصقلت الكثير من الخبرات، مستشهداً بانتقال الموظفين بين شركات القطاع النفطي، ومنها إلى "هيسكو"، الأمر الذي يصب في مصلحة الكويت بنهاية المطاف.

ومن ثم قام مدير مجموعة العمليات البحرية، والرئيس التنفيذي لشركة "هيسكو"، والضيوف والمدعوون، بتدشين المرسى، حيث جرى التقاط الصور التذكارية.

4.JPG 

 

مراسي الشركة

وفي لقاء لمجلة "الكويتي" مع المهندس سامي الصواغ، تحدث بإسهاب عن أحد مرافق تصدير النفط المهمة بالشركة ويتمثل في المراسي الرحوية، قائلاً إن فكرتها العامة تتلخص في بناء أرصفة لتصدير النفط للناقلات العملاقة في عرض البحر، بعيداً عن الموانئ النفطية، وقد وفّرت الكثير على الشركة، حيث إن بناء الأرصفة على الأرض مكلف جداً، ويحتاج إلى مساحات من الأرض ومبالغ مالية كبيرة.

كما أفاد بأن الأعماق في عرض البحر تساعد على وصول السفن العملاقة، بالإضافة إلى توفير عوامل الأمن والسلامة في حال حصول حوادث أو حرائق، لا قدر الله، حيث تكون في عرض البحر بعيداً عن المنشآت والمرافق النفطية.

وأشار الصواغ إلى أن لدى الشركة أربعة مراسٍ رحوية، اثنان منها من تصميم وبناء شركة "SOFEC" الأميركية، وآخران من تصميم شركة "بلو ووتر" الهولندية، في حين أن المرسى الجديد CALM Buoy لن يتم استخدامه الآن، بل سيكون مرسىً احتياطياً ليسد أي نقص في حال تعطل أحد المراسي الأخرى، أو تم سحبه إلى الحوض الجاف بغرض الصيانة أو الفحص، لتتمكن الشركة من الحفاظ على طاقتها التصديرية.       

وأفاد بأن المرسى لديه القدرة على استقبال السفن بما يتناسب مع احتياجات الشركة، بديلاً لأي من المراسي التي تملكها، وقد بدأ مشروع بناء المرسى في أغسطس 2018، وانتهى في ديسمبر 2019.

وأضاف أن الكثير من الدول تستخدم هذا النوع من المراسي، كدول الخليج والجزائر وماليزيا وإندونيسيا والولايات المتحدة الأميركية ودول أفريقية، لافتاً إلى أنه تمت ترسية العقد على شركة "هيسكو"، حيث وفرت المنشآت الخاصة بالعملية مثل الحوض الجاف والورش والمعدات اللازمة، في حين تولت "بلو ووتر" الإشراف على أعمال التصميم والبناء.

أما شركة نفط الكويت، فقد أشرفت على المشروع، من خلال فريق عمل الخدمات الفنية البحرية وفريق عمل الصيانة البحرية، فيما تم تكليف مهندسين من الفريقين بالإشراف على العملية والتواجد بصورة دائمة، حيث كانوا يعدون تقارير يومية وأسبوعية وشهرية عن سير العمل.

وحول العلاقة بين نفط الكويت وشركة "هيسكو"، قال الصواغ إنها علاقة تعاون وثيق ووطيد على مدى عقود، حيث وفرت لها الكثير من الخدمات، فهناك عقود الحوض الجاف، وعقود الصيانة وعقود توفير قطع الغيار، إضافة إلى عقود العمالة المتخصصة.

5.JPG 

 

أسطول متطور

وبشأن أسطول الشركة من القطع البحرية بمختلف أنواعها، أكد الصواغ أنه يتواكب مع متطلبات العمل والتطورات التكنولوجية التي يشهدها قطاع النفط والشحن البحري، إذ بادرت الشركة لزيادة عدد القطع البحرية في السنوات الأخيرة، بناء على الاحتياجات، وبهدف مواكبة زيادة الطاقة التصديرية للشركة، وتغطية عمليات المصفاة الرابعة بشركة "كيبيك" والزور، وتجديد الأسطول السابق الذي بني في عامي 1993 و1994، واستمر ما يقارب 25 سنة في الخدمة.

وفي سياق تلك العملية، تم وضع المواصفات الخاصة باحتياجات الشركة، حيث لعب موظفو فريق عمل الخدمات الفنية البحرية والفرق الأخرى بالمجموعة، دوراً كبيراً في ذلك، بما لديهم من خبرة في إعداد المواصفات والمتطلبات، وجرت مفاضلة بين أكثر من 173 حوض بناء سفن في العالم، وبعد المراجعة وتحديد المطلوب، تم طرح المناقصات على قوائم تضم 12 شركة متنافسة في كل مشروع ونوعية القوارب، ومتساوية في المستوى والقدرات والكفاءة وطبيعة المنطقة التي تعمل فيها، كي تكون المنافسة عادلة، وخلال العام المنصرم تسلمت المجموعة 10 قطع بحرية جديدة وأدخلت الخدمة لتؤدي مهمات مختلفة.

وقال الصواغ إن المجموعة بصدد زيادة حجم أسطولها، إضافة إلى زيادة عدد المرشدين البحريين والمهندسين والربابنة، وذلك في ظل كثرة المهام الموكلة إلى المجموعة، مثل إضافة مناطق عمل جديدة لعمليات مكافحة التلوث البحري، وإدارة العمليات في ميناء الزور، والعمليات الخاصة بالشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة "كيبيك" هناك، وتوفير الدعم اللوجستي لعمليات الحفر البحري.

وفي هذا السياق، عملت المجموعة باستمرار على تنمية مواردها بحيث تتم زيادة حجم أسطولها، وكذلك عدد المرشدين والمهندسين البحريين وربابنة القاطرات، وقد بادرت المجموعة، بالتعاون مع شركة ناقلات النفط الكويتية، إلى ابتعاث أعداد من الخريجين للدراسة في أفضل المعاهد والكليات في بريطانيا، لتخريج عدد من الضباط والمهندسين البحريين الحاصلين على أفضل الشهادات والخبرات الفنية المتخصصة في المجال البحري.

 

كادر - ما هو المرسى الرحوي؟

قررت شركة نفط الكويت شراء مرسى رحوي احتياطي خاص بمرافق التحميل البحرية السطحية Catenary Anchor Leg Mooring (CALM) Buoy، يتم تصميمه وتصنيعه دون أي تغيير أو تعديل على نظام المراسي المعمول به حالياً، أو على ترتيبات الرسو، أو نظام التحكم، أو نظام الأنابيب والتوصيلات.

والمرسى الرحوي هو عبارة عن محطة تحميل بحرية تندرج ضمن فئة أدوات الإرساء الفردية، وهو يلغي الحاجة لإنشاء بنية تحتية أكبر للرسو البحري، كالموانئ وأرصفة الشحن وأذرع التحميل البحري.

وتتألف الأجزاء الرئيسية للمرسى الرحوي من هيكل المرسى المزود بـ6 سلاسل رسو قياس 95 ميلليمتراً، متصلة بقاع البحر بركائز إرساء (الجزء الثابت وهو مقاوم للضغط)، وكذلك من الوصلة الدوارة، والرحى (الجزء الدوار)، ونظام أنابيب صلب مع وصلة أنابيب وصمامات ومفاصل مرنة، فيما تستخدم الخراطيم المطاطية ذات التجويف الكبير، والخراطيم المرنة تحت سطح البحر، والتي يشار إليها باسم "الأنابيب القائمة"، لتوصيل خط الأنابيب تحت سطح البحر عبر مشعب إلى بدن المرسى.

أما المواصفات الفنية للمرسى فهي: طول قطر بدن (هيكل) المرسى (بما في ذلك القاعدة أو الإطار السفلي) يبلغ 15.80 متر، فيما يصل ارتفاعه إلى 11.30 متر، وعمق الغاطس 3.20 متر، بينما يصل الوزن الإجمالي إلى 340 طناً مترياً.

 

KOC © 2020. Privacy Policy. All Rights Reserved -