"بوابة التواصل".. خطة خاصة بإدارة المخاطر الشاملة
إطار عملي لتبادل المعلومات والخبرات في القطاع النفطي
- فريق عمل إدارة المخاطر الشاملة بذل جهوداً كبيرة لإنجاز خطة التواصل بين الشركات النفطية
- الخطة تساعد على ابتكار وتطوير عملية إدارة المخاطر الشاملة من خلال دمج استراتيجية أعمال الشركة بإدارة المخاطر الشاملة
- فريق عمل إدارة المخاطر الشاملة في الشركة أنشأ شبكة خارجية خاصة بـ"رابطة إدارة المخاطر"
- من مزايا الشبكة الخارجية للرابطة إتاحة الفرصة للمزيد من المشاركة والحوار والتفاعل مع الآخرين
تُعرف إدارة المخاطر الشاملة بأنها عملية تحديد نوع المخاطر وتقييمها لإيجاد خطط للتعامل معها وإدارتها من أجل الحد من الخسائر المحتمل حدوثها للشركات. وتاريخياً، كانت إدارة المخاطر مقصورة على دراسة الأخطار الناجمة عن الكوارث الطبيعية، مع عدم إعطاء القدر الكافي من الاهتمام للمخاطر غير الملموسة وغير المتوقعة، الأمر الذي كان يرتب خسائر كبيرة على الشركات.
ومن هنا، برزت أهمية تطبيق سياسة إدارة المخاطر الشاملة لما لها من دور فعّال في دعم الشركات ومساعدتها على تحديد المخاطر الظاهرة والخفية، والتي تؤثر بدورها على المشاريع، والعمل بعد ذلك للحد من آثارها المحتملة على الشركات، وذلك وفق ضوابط ومعايير يُعمل بها عالمياً.
ومن هذا المنطلق قام فريق عمل إدارة المخاطر الشاملة في مجموعة مساندة الإدارة بشركة نفط الكويت، بإنشاء خطة التواصل لإدارة المخاطر الشاملة لمؤسسة البترول الكويتية والشركات النفطية التابعة لها تحت اسم "بوابة التواصل" لإدارة المخاطر الشاملة، حيث توفر هذه الخطة إطاراً عملياً لتبادل المعلومات والخبرات بشأن المواضيع ذات الصلة بإدارة المخاطر الشاملة بطريقة متطورة وذكية.
مرجع لتعزيز التنافس
كان لا بد في البداية من إلقاء نظرة تاريخية على هذا المجال في القطاع النفطي، من خلال سرد بسيط لتطور الأحداث والنشاطات الخاصة به، حيث تأسست إدارة المخاطر الشاملة في مؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة لها في سنة 2008، ومرت منذ ذلك الوقت بأكثر من مرحلة للتطور من أجل الوصول إلى نموذج التميّز، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، مبادرة شركة نفط الكويت لوضع وتطبيق خطة التواصل الداخلي في الشركة، والتواصل بين الشركات النفطية لإدارة المخاطر الشاملة، وذلك بالتنسيق مع التخصصات والفروع المعنية.
ويُعتبر إطار التواصل العنصر الرئيسي في كل الخطوات الواجب اتباعها في إدارة المخاطر الشاملة، حيث تم تصميمه ليكون مرجعاً لتوفير الاحتياجات المطلوبة التي تساعد على منح القطاع أعلى قدر من التنافسية، وذلك من خلال دمج استراتيجية أعمال الشركة بإدارة المخاطر الشاملة، علماً بأن العديد من عناصر خطة التواصل مفعّلة وموجودة، في حين أن هناك عناصر أخرى تحتاج إلى مزيد من التطوير.
وتهدف رؤية مؤسسة البترول الكويتية في هذا الإطار إلى تحقيق مكانة مميّزة بين شركات الطاقة العالمية باعتبارها رائدة في مجال إدارة المخاطر الشاملة، وفي الوقت نفسه، تسعى في رسالتها إلى غرس مفهوم إدارة المخاطر الشاملة في الأعمال الأساسية لها وللشركات التابعة.
وبالإضافة إلى ذلك، فهي تحاول التأثير على ممارسات إدارة المخاطر الشاملة لدى الشركاء التجاريين، للتأكد من تحقيق التوازن الأمثل بين المخاطر والمكاسب، مع الاجتهاد في السعي لنيل وتحقيق أهدافها المنشودة.
دعم للقدرات
أما فيما يخص "بوابة التواصل"، فتهدف إلى توسيع نطاق التواصل بين الشركات النفطية وترابط الخبرات ذات القيمة في هذا المجال، كما تساهم بقدر كبير في دعم قدرة الشركة على مواجهة الطوارئ من خلال تحسين عملية صنع القرار، وتعزيز ثقافة إدارة المخاطر داخل شركة نفط الكويت.
وانطلاقاً من استراتيجية 2040 لمؤسسة البترول الكويتية وشركاتها، التي تحتوي أيضاً على هذه الرؤية الاستراتيجية لإدارة المخاطر، فقد تمت المشاركة بأكثر من عرض حول الاستعدادات لتحديد المخاطر الخاصة بالأعمال، وتوضيح الإجراءات الكفيلة بتخفيفها إلى أدنى حد، أو إزالتها، بما يحسّن أداء هذه الأعمال بصورة مدروسة.

أهداف استراتيجية
فيما يتعلق بإدارة المخاطر الشاملة، تتضمن استراتيجية 2040 للقطاع النفطي العديد من الأهداف المحددة كالتالي:
- تعزيز ثقافة المخاطر والوعي على مستوى القطاع النفطي، والمهارات ذات الصلة بإدارة المخاطر.
- إظهار التزام الإدارة من خلال تطبيق إدارة المخاطر بصورة فعالة في عملية اتخاذ القرار في مؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة لها، وتحقيق أقصى قدر من التكامل.
- تطوير القوى العاملة في مجال إدارة المخاطر الشاملة، والحرص على تمتعها بالمهارات العالية والبراعة والاجتهاد.
- تعزيز ودعم بناء مكانة مرموقة لبرنامج إدارة المخاطر الشاملة، وتعزيز الحضور العالمي لمؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة لها، باعتبارها رائدة في مجال إدارة المخاطر الشاملة.
للخطة أهدافها
بدورها، تتضمن خطة التواصل لإدارة المخاطر الشاملة عدة أهداف هي:
- تحسين فعالية إدارة المخاطر الشاملة من خلال تعزيز التواصل لإدارة المخاطر الشاملة في القطاع النفطي، وتحسين ثقافة الوعي بالمخاطر.
- توفير المعلومات المناسبة في الوقت الملائم للتأثير في معايير وقواعد السلوك الخاصة بالأفراد والجماعات في مؤسسة البترول وشركاتها، والتي تساهم في تكوين القدرة الجماعية على تحديد وفهم ومناقشة المخاطر الحالية والمستقبلية.
- بناء الوعي والإدراك بإدارة المخاطر الشاملة لدى مجموعة واسعة ومحددة من المستخدمين في القطاع النفطي.
- ضمان التزام مجموعة محددة ذات هدف واحد بغايات إدارة المخاطر الشاملة.
- تشجيع الجميع على المشاركة في إدارة المخاطر الشاملة.
- التواصل مع مؤسسة البترول والشركات التابعة لها بصورة دورية، وهو ما قد يتم من خلال التوجيهات الفعالة والتحدث في الفعاليات بالقطاع النفطي وإحاطة فريق عمل إدارة المخاطر الشاملة بالموجز الإخباري الدوري الصادر من الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت.
شبكة "رابطة إدارة المخاطر"
وفي بادرة منفصلة لكنها داعمة لكل ما تقدم، أنشأ فريق عمل إدارة المخاطر الشاملة في شركة نفط الكويت، شبكة خارجية خاصة بـ"رابطة إدارة المخاطر" في شهر مارس من العام 2018، حيث يمكن استخدام هذه الأداة كمنصة للتواصل والتعاون الاجتماعي بين خبراء واختصاصيي إدارة المخاطر الشاملة لتبادل المعارف والمعلومات فيما بينهم، من أجل ربط الخبرات والتجارب الخاصة بإدارة المخاطر الشاملة، وتحسين التواصل بشكل عام.
ومن أهم السمات المميّزة لتلك الشبكة الخارجية لرابطة إدارة المخاطر الشاملة، أنها تتيح فرصة أكيدة لتبادل الأفكار والتعاون بطريقة فعالة وعملية، إضافة إلى التفاعل مع الآخرين على نحو احترافي.
ومن مزايا الشبكة الخارجية للرابطة أنها ترسل إعلانات مهمة تتعلق بالفعاليات وورش العمل المختلفة، كما تتيح الفرصة للمزيد من المشاركة والحوار والتفاعل مع الآخرين، إضافة إلى إمكانية الدخول إلى الشبكة عن طريق استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، ومتابعة أعضاء رابطة إدارة المخاطر الشاملة، وتبادل الملفات والمعلومات، والبقاء على تواصل معهم بطريقة فعالة، ما يسهم في تحسين التواصل لإدارة المخاطر الشاملة في مؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة لها.
كادر – إدارة المخاطر الشاملة ثقافة مترسخة
كان من الضروري في معرض الحديث عن إدارة المخاطر الشاملة في الشركة والقطاع النفطي، إلقاء الضوء أكثر على رؤية المسؤولين بكافة مستوياتهم لهذا المجال، حيث يظهر بشكل واضح مدى الأولوية التي يتمتع بها في ثقافة العمل بالشركة، والدعم الذي يحظى به كل العاملين فيه من أعلى المستويات.
العطار: على استعداد لدعم وتعزيز هذه الثقافة
في هذا السياق، أكد نائب الرئيس التنفيذي للتخطيط والشؤون المالية في شركة نفط الكويت بدر العطار، أن موضوع إدارة المخاطر الشاملة وتطبيق ثقافتها يُعدّ من الاستراتيجيات المهمة بالنسبة لشركة نفط الكويت والقطاع النفطي ككل، حيث إنه يساعد في تحقيق الغاية التي تصبو إليها على صعيد تحديد وتقليل المخاطر.
وأضاف العطار "أنا على استعداد تام لدعم وتعزيز هذه الثقافة في كافة إدارات الشركة، وذلك لرفع مستوى الأداء فيها، لكي تضاهي مثيلاتها من الشركات في هذا الجانب".
العتيبي: الشركة حريصة على مواكبة المستجدات
من جانبه، قال مدير مجموعة مساندة الإدارة في الشركة الدكتور مصلح العتيبي، إن استراتيجية إدارة المخاطر الشاملة تتمحور حول التجهيز والتأهب للمخاطر، من خلال التخطيط والتنظيم والقيادة، بهدف التقليل من تأثيراتها التي قد تهدد رأسمال وأرباح الشركة، وغير ذلك من التحديات، الأمر الذي يضمن تقديم أفضل الخدمات للشركة بكفاءة وفعالية.
وأشار العتيبي إلى أن "الشركة في تطور مستمر بهذا المجال، وهي تحرص كل الحرص على مواكبة المستجدات في مجال التقنيات والأساليب المستخدمة، لتعزيز دور إدارة المخاطر الشاملة، كي تحتل مكانة رائدة ومرموقة في القطاع النفطي".
العجمي: لا يمكن للفرد أن ينجز من دون التواصل
أما رئيس فريق عمل إدارة المخاطر الشاملة في الشركة راكان العجمي، فاعتبر أنه "لا يمكن للفرد أن يعمل منفرداً وينجز، من دون التواصل والعمل بروح الفريق في المنظومات، فما بالك بمنظومة شامخة وعريقة مثل شركة نفط الكويت، والتي تعتبر عصب اقتصاد دولتنا الحبيبة الكويت".
وعبّر العجمي عن سعادته بوجوده كرئيس فريق عمل في هذه المنظومة، لتعزيز ثقافة المخاطر الشاملة بالشركة، والمساعدة في إظهار التزام موظفيها وإدارتها بالتنفيذ الفعال لإدارة المخاطر، من خلال مساندة الشركة في اتخاذ القرار الصحيح وتحقيق أهدافها الاستراتيجية بخطوات ثابتة ومدروسة.