الوزير الرشيدي: التحديات التي تواجهها الدول العربية في شأن موارد المياه عديدة ومتشعبة في ظل التغيرات المناخية والجفاف وتزايد النمو السكاني والتنمية الاقتصادية المتسارعة
أحمد العوضي: تم احتواء التسرب النفطي الأخير في ميناء الزور بزمن قياسي ودون أي تدخل عملي من أي طرف خارجي
فريق إدارة التسربات النفطية البحرية يتواصل مع الكثير من الجهات مثل الهيئة العامة للبيئة ووزارة الكهرباء والماء
الفريق يوفر الحماية للمياه الإقليمية الكويتية من أي آثار بيئية لدخول السفن الأجنبية
المعايير الخاصة باستقبال السفن في الأرصفة الخاصة بالقطاع النفطي من أعلى المعايير في المنطقة والعالم
الماء سر الحياة على الأرض، ولا يمكن للحياة أن تستمر من دونه، فهو يشكل ما نسبته 71 بالمئة من الكوكب، ويستخدم في مختلف الأنشطة البشرية من صناعة وزراعة، وكذلك في توليد الطاقة النظيفة.
وقد بدأ العالم يعاني في الآونة الأخيرة من شح المياه الصالحة للشرب، وهو ما يقتضي القيام بإجراءات تحد من تفاقم المشكلة، لذا انكب كل المعنيين على بحث هذه المشكلة والسعي لإيجاد الحلول المناسبة لها من خلال العديد من الأنشطة، وأحدها الاحتفال السنوي باليوم العربي للمياه، نظراً لما تمثله من أهمية للدول العربية التي يعاني معظمها من الشح فيها.
وزارة الكهرباء والماء هي إحدى الجهات التي تهتم بشكل كبير بهذا الحدث، لذلك نظمت هذا العام فعالية بالمناسبة حملت عنوان "الترابط بين الماء والغذاء والطاقة استدامة للحياة"، تم خلالها تقديم عدد من العروض التي كان لشركة نفط الكويت نصيب مهم منها كعادتها في كافة الفعاليات التي تهدف لخدمة الكويت وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تعاني منها.
في الصفحات التالية، سنلقي الضوء على المساهمة التي قدمتها نفط الكويت في هذه الفعالية، مع التطرق الى ما تضمنته بشكل عام.
في بداية الاحتفالية، ألقى وكيل وزارة الكهرباء والماء المهندس محمد بوشهري كلمة بالنيابة عن وزير النفط ووزير الكهرباء والماء بخيت الرشيدي، شدد فيها على ضرورة التعاون والتنسيق بين الدول العربية لتبني استراتيجيات وحلول تضمن استدامة عجلة النمو والتطور.
وقال إن "التحديات التي تواجهها الدول العربية في شأن موارد المياه عديدة ومتشعبة في ظل التغيرات المناخية والجفاف وتزايد النمو السكاني والتنمية الاقتصادية المتسارعة، ما يدعو الى التعاون والتنسيق لتبني استراتيجيات وحلول تضمن استدامة عجلة النمو والتطور".
وأوضح أن مشاركة الكويت في المجلس الوزاري العربي للمياه تحت مظلة الجامعة العربية تنطلق من الشعور بالمسؤولية لزيادة الوعي المائي، مؤكداً أن الكويت تدعم كافة الجهود العربية لمواجهة التحديات المائية من خلال دعمها لكل ما من شأنه توفير مصادر المياه والحفاظ عليها وعرض التجارب الناجحة في ترشيد المياه والمحافظة عليها، وهي تجارب ساهمت في الحد من هدر واستنزاف الطاقة المائية.

مساهمة نفط الكويت
من جانبها أسهمت نفط الكويت في عرضين بالمناسبة قدم أحدهما رئيس شعبة التسربات النفطية البحرية في مجموعة العمليات البحرية الكابتن أحمد العوضي.
واستعرض العوضي في عرضه الجهود التي تبذلها مجموعة العمليات البحرية في حماية مياه البحر من التلوث والدور المناط بفريق عمل إدارة التسربات النفطية البحرية الذي يرأسه الكابتن ناصر النجدي.
وأشار إلى أن الفريق تأسس في عام 2015 بطلب من مؤسسة البترول الكويتية وحظي بدعم الإدارة العليا في شركة نفط الكويت، وذلك بعد دمج وحدة التدقيق بالفريق في العام نفسه.
وبعد أن استعرض الهيكل التنظيمي للفريق وأسطول القطع البحرية التي يستخدمها في التعامل مع التسربات النفطية، أوضح العوضي مهمة الفريق التي تتمثل في رفع مستواه وكفاءته عبر التدريب والتعليم من خلال برامج تدريبية مستمرة طوال العام، مشيراً الى أن الهدف من التدريب هو تأسيس فريق قادر على التصدي لأي تحديات تحدث مستقبلاً، فضلاً عن الحفاظ على نظافة البحر وتوفير بيئة بحرية صحية.
جهود مميزة ... ونتائج مرضية
واستشهد العوضي بجهود فريق عمل إدارة التسربات النفطية البحرية في حماية مياه البحر بحادثة التسرب النفطي مجهول المصدر التي وقعت في ميناء الزور منذ فترة، حيث شرع الفريق بأعمال التنظيف في المنطقة خشية وصول التلوث إلى محطات تحلية المياه ومحطتي إنتاج الكهرباء الجنوبية والشمالية، ما يهدد هذه المصادر التي تعتمد عليها الحياة في الكويت إلى حد كبير.
وأفاد بأن الفريق عمل على مدى ثمانية أيام لتحييد بقعة التلوث والقضاء عليها، ونجح في احتواء الحادثة خلال زمن قياسي ودون أي تدخل عملي من أي طرف خارجي، وهو ما يحسب له وللشركة ككل.
ولاقى هذا الجهد التقدير الكبر من القيادات النفطية العليا، ومنها الوزير الرشيدي والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية نزار العدساني والرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت جمال عبد العزيز جعفر.
وأشار إلى أنه حدثت بعد ذلك بعض حوادث التلوث النفطي لكن تمت السيطرة عليها بسهولة من خلال الفريق.
وعرض العوضي على الحضور صوراً لنشاط الفريق في تلك الفترة، مؤكداً أن الفريق حرص على عدم وصول أي قدر من التلوث إلى المحطات، وموضحاً أنه استخدموا الكثير من المواد والمرشحات التي تمتص بقع الزيت، مشدداً على أن الفريق جاهز للتعامل مع أي طارئ على مدار الساعة، وهو يتواصل مع الكثير من الجهات مثل الهيئة العامة للبيئة التي لديها خط تواصل مباشر مع الفريق، ووزارة الكهرباء والماء.
التدقيق على السفن
وتحدث العوضي عن قسم التدقيق في الفريق الذي يقوم بالتدقيق على كل السفن التي تدخل الكويت ومدى التزامها بالمعايير البيئية، لافتاً الى انه يتم فحص السفن من حيث نوعها ومدى مطابقتها للمواصفات العالمية المعتمدة، ومشيراً الى انه حصلت حالات عديدة تم فيها منع دخول بعض السفن إلى الموانئ الكويتية بناء على تقارير فريق التدقيق رغم أنها ربما تكون دخلت موانئ عدد من دول الخليج.
وعلى سبيل المثال، يجري أحياناً الطلب إلى الشركة المالكة للسفينة تغيير بعض أفراد الطاقم بسبب قلة خبرتهم، وفي حالات أخرى يجري التدقيق على السيرة المهنية لكابتن السفينة وكبير المهندسين لتقرير مدى أهليتهما لدخول الموانئ الكويتية، فلو كانت خبرة الكابتن لا تتجاوز السنة الواحدة، يتم إبلاغ الشركة المالكة للسفينة بتغييره، كما أنه في بعض الأحيان يتم تغيير الطاقم بكامله ليتمكن من دخول الكويت.
وتجري عملية التدقيق في القسم الخاص بذلك، وهو القسم الذي كان يتبع في السابق مؤسسة البترول الكويتية وانتقلت تبعيته إلى فريق عمل إدارة التسربات النفطية البحرية، ففي العادة تستأجر مؤسسة البترول بعض السفن التي تقوم بنقل شحنات على المستوى العالمي، وعندما تطلب المؤسسة سفناً لتنفيذ عملياتها، تخضع الطلبات المقدمة لعملية تدقيق شاملة من حيث المواصفات وعمر السفينة وطاقمها وخبرة الأفراد ومدى تطابقها مع المعايير الصارمة المعتمدة في المؤسسة وملاءمتها لأرصفة الموانئ في دولة الكويت، وكل هذه الأمور تؤخذ بالاعتبار قبل التعاقد مع أي سفينة.
ويشار هنا إلى أن المعايير الخاصة باستقبال السفن في أرصفة القطاع النفطي من أعلى المعايير في المنطقة والعالم، وهناك نسبة مئوية يجب أن تتخطاها السفينة لتتم الموافقة على دخولها إلى الكويت.
وتلتزم مؤسسة البترول بما يقرره قسم التدقيق لجهة صلاحية السفن للدخول الى الكويت من عدمه، وطمأن العوضي الحضور بأن فريقه يقوم بواجبه على أكمل وجه في توفير الحماية للمياه الإقليمية الكويتية من أي آثار بيئية لدخول السفن الأجنبية.
الرؤية والاستراتيجية
وحول رؤية الفريق واستراتيجيته، قال العوضي إن الفريق يسعى للتعامل مع حوادث التسربات النفطية والاستجابة السريعة لمتطلبات الشركات النفطية وقطاع الصناعة النفطية، كما يهتم بتحقيق مكانة عالمية محترمة لشركة نفط الكويت، خصوصاً فيما يتعلق بالاستجابة للتسربات النفطية بحلول عام 2020.
إضافة إلى ذلك، يعمل الفريق على تطوير قدرات نفط الكويت تماشياً مع خطة مؤسسة البترول لسنة 2030 لجهة التفوق التشغيلي.
أما على مستوى الاستراتيجية، فأكد العوضي أن الفريق يهدف إلى تحسين قدرات نفط الكويت على صعيد الاستجابة للتسربات النفطية من خلال تطوير عمليات التخطيط واعتماد التدريب في هذا المجال ودمج المعدات الجديدة وتنفيذ اختبارات صارمة عبر العديد من التمرينات، كما يهدف إلى الاندماج في هيكل مؤسسة البترول الكويتية ونفط الكويت وضمان التوافق التشغيلي.
منع التسرب النفطي
وفي مجال منع التسرب النفطي، يعمل فريق إدارة التسربات النفطية البحرية على تصميم التدابير التي يمكن الاعتماد عليها على نحو آمن وفعال، وإجراء أعمال الصيانة والتفتيش بصورة منتظمة، كما يسعى لاستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الكشف عن التسربات النفطية.
وحول آلية الاستجابة لحوادث التسربات النفطية، أشار العوضي إلى أن رئيس شعبة التسربات النفطية يذهب إلى موقع التسرب للتحقق منه فور استلامه تقريراً عن الحادثة، وبناء على حجم التسرب يجمع كافة الموارد المتاحة تحت تصرفه لأعمال المكافحة.
ما بعد 2020
وفي سياق الاستعدادات الجارية لتحقيق تطلعات ما بعد عام 2020، يسعى فريق عمل إدارة التسربات النفطية لأن يكون جزءاً لا يتجزأ من مجموعة العمليات البحرية في نفط الكويت والحصول على الاعتراف على المستوى العالمي وأن يكون من الفرق الكبرى الأساسية المستعدة للتعامل مع أي تسرب نفطي، كما يبذل قصارى جهده لأن يتم الاعتراف به باعتباره الأعلى كفاءة على المستوى الإقليمي لجهة الاستجابة للتسربات النفطية.
وفي السياق نفسه، يمكن الإشارة إلى أن نفط الكويت تعمل من خلال العديد من الاتفاقيات وخطط التنسيق والطوارئ وخطط العمل التي تم تطويرها خصيصاً للشركة كي تتناسب مع أفضل الممارسات في الصناعة النفطية.
شراكات وعضوية
فريق عمل إدارة التسربات النفطية البحرية عضو في المنظمة الإقليمية للمحافظة على البحار "RESCO"، ومن المسؤوليات الأساسية للمنظمة حماية البحار الإقليمية والبيئة من التلوث النفطي الناجم عن عمليات الصناعة النفطية، حيث تتعاون الشركات النفطية وأعضاؤها في مسؤولية ضمان التزام طويل الأجل بمفهوم الخليج النظيف.
وبفضل الجهود المستمرة لمجموعة العمليات البحرية ودعم الإدارة العليا، أصبح بمقدور نفط الكويت التعامل مع التسربات النفطية البحرية من الدرجة الثانية، في حين أنه بالنسبة لعمليات التسرب النفطي من المستوى الثالث، تلجأ الشركة إلى تفعيل عقد مؤسسة البترول الكويتية مع شركة "الاستجابة للتسربات النفطية المحدودة – Oil Spill Response Limited OSRL" التي أكبر تعاونية صناعية ممولة من الصناعة النفطية، وأنشئت للاستجابة لأي تسرب نفطي قد يحدث في أي مكان في العالم، من خلال تقديم خدمات التأهب والاستجابة والتدخل، علماً بأن الشركة مملوكة للعديد من شركات النفط والغاز العالمية الأكثر مسؤولية من الناحية البيئية.
وحدة التدقيق وفحص السفن
أصبحت "وحدة التدقيق وفحص السفن" أحد المكونات الأساسية لفريق عمل إدارة التسربات النفطية البحرية، وهي تعمل على ضمان الجودة وإدارة المخاطر التي قد تتعرض لها السفن التي تدخل الموانئ التابعة لمؤسسة البترول الكويتية.
وعليه فقد تم اعتماد إجراءات ضمان الجودة البحرية باستخدام ما يسمى إجراء فحص السفن، ولا بد من التنويه هنا بأن التدقيق يمثل عملية نوعية في الجودة وتقييم المخاطر التي قد تتعرض لها السفينة.
في عام 2010 جرى تكليف مجموعة العمليات البحرية في نفط الكويت بمسؤولية ضمان جودة وإدارة المخاطر البحرية لمؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة، وتشمل الأطراف المساهمة في هذا الجهد إدارة التسويق العالمي لمؤسسة البترول (استيراد وتصدير النفط والغاز)، وشركة البترول الوطنية الكويتية (الموانئ)، وشركة نفط الكويت (العمليات البحرية والمرسى الرحوي)، حيث تعتبر عمليات النقل والعمليات البحرية حلقة الوصل الحيوية والحساسة لضمان الجودة البحرية، والتي تعتبر، بدورها، جزءاً لا يتجزأ من سلسلة الإمداد الرئيسية للنفط.