نفط الكويت في المشاركات الدولية ... فعالية وريادة

 

 

 

هذه المبادرة تلقى دعم الإدارة العليا، وتم إعدادها ويجري تنفيذها تحت إشراف مباشر من مدير مجموعة التدريب والتطوير الوظيفي قصي العامر، في حين تتولى المتخصصة في المجموعة أولمبيا سالاس غوزمان كل ما يتعلق بالتنسيق بين الجهات المختلفة المعنية، وأبرزهم بالطبع الموظفون المتحدثون أنفسهم.

مجلة الكويتي اختارت مجموعة من هؤلاء الموظفين والتقتهم بحضور سالاس غوزمان، وذلك للاطلاع منهم شخصياً على هذا الموضوع، فتحدثوا بإسهاب وأبدوا حماسة شديدة تعززت بروحهم الشابة والطموحة.

 

 

كانت البداية من سارة الأحمد آمر تدريب متخصصة بالهندسة الصناعية في فريق عمل قياس كفاءة التدريب، والتي أشارت الى انها انضمت للشركة منذ خمس سنوات، لافتة الى انها شاركت في مؤتمر Get Energy النفطي التثقيفي الذي عقد في مدينة ميلانو الإيطالية خلال شهر يناير الماضي، حيث تحدثت عن العلاقة بين الصناعة النفطية وتحديداً شركة نفط الكويت وبين الجامعات والمعاهد التعليمية بمجال التدريب وما أثمرت عنه من فوائد.

وأوضحت الأحمد أن ورقة العمل التي قدمتها تطرقت الى كيفية استخدام ودمج الاحتياجات ضمن خطة التوظيف، وكيف يؤثر ذلك على التدريب الذي تقدمه الشركة في الجامعات، مضيفة ان الورقة تناولت أيضاً كيفية تطوير المسؤولين في الشركة، وما هي الجامعات التي تتعامل معها الشركة وطرق التعامل، فضلاً عن سبب اختيار تلك النوعية من الجامعات، وأيضاً كيف تم إعداد المحتويات التدريبية.

وكشفت عن انها شاركت في عدة ورش عمل على هامش المؤتمر استفادا منها جداً، معربة عن الفخر باختيارها لتمثل الشركة وتقدم ورقة عمل، معتبرة ان ذلك يشكل دفعاً قوياً ورسالة ثقة، لا سيما أن طريقة التقديم وفق المبادئ التي أعدتها الشركة كانت احترافية ومنظمة، متمنية أن تقدم في المستقبل دراسة حالة.

 

 

من جهته أعرب حمد العدساني من فريق عمل القوى العاملة والنقل عن سروره لمنحه فرصة المشاركة في نفس المؤتمر Get Energy، حيث ناقش الموضوع نفسه لكن من ناحية كيفية تطوير العمل.

وأفاد العدساني بأنه شارك في مؤتمر خارجي قبل خمس سنوات بعد وقت قليل من انضمامه للشركة، مؤكداً أن الأمور اختلفت هذه المرة بعد إقرار التنظيم الجديد، حيث أنه في المرة الأولى لم يكن التحضير بالشكل الكافي بالنسبة اليه وواجه عدداً من كبار المسؤولين في شركات عالمية في وقت لم يكن مستعداً لذلك، فيما كان إعداد ورقة عمله الأخيرة واضحاً وتفصيلياً تناول كل سطر وكلمة، وذلك بمساعدة القيّمين على المبادرة، ما يعني انه كان هناك دراسة معمقة لورقة العمل.

وأشار الى ان الإعداد تناول أدق التفاصيل ولم يفوّت أي أمر، فمثلاً كانت الورقة تتضمن عبارة "إن شركة نفط الكويت كانت مملوكة من الانجليز وتم الاستحواذ عليها من الكويتيين"، فتم تغييرها لأنها لم تكن صحيحة واستبدلت بعبارة "جرى تكويت الشركة..."، ما يعني أنه لم يترك أي أمر للصدفة، فكل ورقة أو دراسة تُقدم تتوجه الى جمهور يضم أساتذة وكبار المسؤولين التنفيذيين، وبالتالي من الضروري انتقاء الكلمات بعناية، وهذا ما تضمنته التوجيهات من المشرفين.

 

 

بدوره تحدث عبدالرزاق الخضير من مجموعة التدريب والتطوير الوظيفي، والذي شارك في مؤتمر ميلانو نفسه، فنبه الى أن المبادرة مهمة جداً، فهي تساعد الشركة على فرض حضورها على الآخرين الذين يأتي العديد منهم ليس ليستمعوا أو يناقشوا، بل لبيع منتجاتهم، وبالتالي فإن هدفهم هو غير هدف شركة نفط الكويت، حيث يتعدى الأمر في غالب الأحيان مجرد مناقشة ورقة العمل، فيطرحون أسئلة خارجة عن الموضوع تتعلق بأمور أخرى في الشركة قد تكون من خارج اختصاص المتحدث.

واعتبر الخضير انه لذلك شكل الأمر تحدياً جديداً من نوعه للمتحدثين وله شخصياً، حيث أنه يشارك لأول مرة في فعالية خارج الكويت بعد أن اقتصرت تجاربه السابقة على المشاركة ضمن فعاليات القطاع النفطي في الكويت.

وأوضح أنه قدم ورقة عمل عن كيفية تدريب المهندسين دون الدخول في الشق الفني التقني لعملهم، لافتاً الى انه تحدث عن عضويته في لجنة استراتيجية الموارد البشرية 2030، وهي من ضمن اللجان المختصة في القطاع النفطي، فشرح هيكلية تدريب الموظفين، سواء كانوا

 

وأكد أن التجربة كانت جيدة جداً، متمنياُ أن تتكرر، لذك لأن الاحتكاك مع الآخرين يمنح الخبرة ويقدم الأفكار الجديدة، وبالتالي يمكن لشركة نفط الكويت كونها شركة إنتاج واستكشاف ان تستفيد من الشركات الأخرى العاملة في عدة اختصاصات بطريقة أكبر على المستوى الاقتصادي العالمي.

 

 

وكان الختام مع أبرار البلوشي من فريق عمل الدراسات الاستكشافية، والتي شاركت في تقديم دراسة بورشة عمل الجمعية الأوروبية للعلماء الجيولوجيين والمهندسين EAGE في ديسمبر 2016، حيث طُلب من فريقها إعداد وتقديم دراسة، فتولت هي والشخص المشرف عليها إعدادها وتقديمها في الفعالية.

وأفادت البلوشي بأنها كانت أول مرة تقدم ورقة عمل في فعالية بالخارج، كان الحضور فيها من الخبراء رفيعي المستوى الذين لا تقل خبرة كل منهم عن 25 عاماً، فكان عليها مواجهتهم بشروحات وإجابات وافية على كافة تساؤلاتهم، ونجحت بذلك بفضل الله والإعداد الجيد وفق ما سعت اليه المبادرة ونصت عليه المبادئ التوجيهية.

وأشارت في هذا السياق الى انها وخلال إعداد ورقة العمل، اتبعت الآلية المطلوبة في المبادئ التوجيهية، موضحة انه بعد إرسالها أعيدت إليهم مع طلب بعض التعديلات والإضافات، ثم أرسلتها مجدداً لتتلقاها بعد فترة مذيّلة بموافقة وزارة النفط ومن دون أي تغيير.

 

 

لفتنا ما ورد من موافقة وزارة النفط، لذا توجهنا بالسؤال عن كيف تتم الآلية وما هي الإجراءات المتبعة لإعداد المشاركات، فتولت سالاس غوزمان التوضيح، قائلة إنه يتم أولاً تحديد ماهية المؤتمر ومدى إفادته للشركة، وعند الاختيار يجري التواصل مع الجهة المنظمة للاطلاع على المواضيع التي ستُطرح فيه، فتجري مناقشتها مع مدير المجموعة، ما يعني ان الموضوع هو مفتاح اختيار فريق العمل المتخصص الذي يتم التراسل معه لاختيار أحد أفراده كي يشارك كمتحدث ويقدم ورقة عمل، وعند الرد يتم تقييم مضمون الورقة بالتعاون مع الإدارة المختصة والسير بالملاحظات والتغييرات في حال وُجدت.

وأوضحت غوزمان ان المبادرة تضم حالياً 20 موظفاً يتم الاختيار من بينهم بحسب تخصص كل منهم، وبالطبع هناك معايير محددة، على أن يعود القرار في النهاية الى رئيس فريق عمل المسؤول المباشر عن المتحدث.

أما بالنسبة لمشاركة كبار الموظفين، فإن التعامل عندها يكون مباشرة مع المنظمين الذين تُرسل اليهم ورقة العمل التي يعود لهم قبولها من عدمه، وأحياناً قد يستغرق الأمر سنة من الإجراءات والتواصل، أو ستة أشهر للأوراق الفنية.

كما أن هناك بعض أوراق العمل التي تتطلب موافقة وزارة النفط عليها، وبالتحديد أوراق العمل الفنية، نظراً لأنها قد تتضمن بعض المعلومات والبيانات الحساسة عن الثروة النفطية الكويتية، والقرار هنا يعود للجنة الفنية في الشركة التي تقرر ما إذا كان يجب إرسالها الى الوزارة أم لا، فإذا حصل ذلك يتطلب الأمر 6 أشهر على الأقل لنيل الموافقة.  

 

في النهاية، أجمع الكل على الفائدة الكبرى من هذه المبادرة، مع شكرهم للدعم الذي تقدمه مجموعة التدريب والتطوير الوظيفي، كما كان شددوا على أهمية المشاركة بثقة واطلاع ومعرفة كبيرة، وهذا ما أمنته الآلية الجديدة، مشيرين الى بعض الصعوبات التي يواجهونها أحياناً، ولكن المساندة التي يتلقونها تساهم في تخطي كل العقبات، مطالبين بوجود خبير أو أحد كبار الموظفين الفنيين المؤهلين معهم عند كل مشاركة، لأن وجوده عامل ضروري.

يبقى أن الخطوة اللاحقة تتمثل في زيادة عدد المنضمين الى هذه المبادرة من الدرجات الوظيفية المؤهلة.

 

 

خلال السنتين الماليتين 2014-2015 و2015-2016، شكل المتحدثون نسبة 23% من مجموع المشاركين من نفط الكويت في المؤتمرات والفعاليات الخارجية، بينما انخفضت هذه النسبة الى 21% في العام المالي 2016-2017.

إلا أنه في 2016-2017 زادت نسبة المتحدثين الشباب من إجمالي المتحدثين من 10% الى 16%، ولا سيما خلال الربعين الأخيرين من العام المذكور بعد تحديث المبادئ التوجيهية، ما سمح للموظفين من الدرجتين 13 و14 (باستثناء الموظفين قيد التطوير) بالمشاركة كمتحدثين فقط.

وبحسب المبادئ التوجيهية التي تم تحديثها في أكتوبر 2016، يحق للموظفين الكويتيين من الدرجات 15 وما فوق، والموظفين الكويتيين من الدرجتين 13 و14 (باستثناء الموظفين قيد التطوير) المشاركة كمتحدثين فقط، في حين أنه بإمكان الموظفين غير الكويتيين من الدرجة 16 المشاركة كمتحدثين أو في مهمات متخصصة ذات طابع فني تقني، وذلك بعد موافقة نائب الرئيس التنفيذي.