مؤتمر قياس تدفق النفط والغاز... ماذا في جعبته؟
يعتبر النجاح والثبات عنوانين أساسيين في كل النشاطات التي تقوم بها شركة نفط الكويت، سواء داخلياً في عملياتها الفنية والإدارية، أو في تعاونها مع أطراف أخرى داخل وخارج الكويت.هذا الأمر ينطبق أيضاً على الفعاليات التي تستضيفها الشركة وتتولى تنظيمها، وهي فعاليات تكون على قدر كبير من الأهمية، حيث أنها تتعلق ببحث شؤون الصناعة النفطية وآخر التطورات الخاصة فيها.من هذه الفعاليات التي حققت نجاحاً كبيراً، مؤتمر الكويت لتكنولوجيا قياس تدفق النفط والغاز، والذي نظمت الشركة نسختين منه حتى الآن وهي تستعد حالياً لاستضافة النسخة الثالثة خلال شهر نوفمبر المقبل، وهو مؤتمر عالمي يجمع كبار المتخصصين في هذا المجال، وتوليه الشركة أهمية كبيرة لما يعود عليها بالاستفادة في عملها، الى حد أن نجاح النسختين الأوليين ساهما الى حد كبير في التنبه الى ضرورة إنشاء فريق عمل متخصص بهذا الجانب في الشركة.هذا الفريق هو فريق عمل الحركة والقياس لتصدير النفط، والذي التقينا رئيسه النشيط راشد المري الذي اطلعنا منه على التحضيرات لاستضافة المؤتمر بنسخته الثالثة، وكذلك على مهمات الفريق الذي يعتبر حديث المنشأ في الشركة، وهو ما سنورده في السطور التالية:
المؤتمر الثالث
إذن تستضيف شركة نفط الكويت، وعلى مدى ثلاثة أيام من 19 الى 21 نوفمبر 2017، مؤتمر ومعرض الكويت الثالث لتكنولوجيا قياس تدفق النفط والغاز، وذلك بمشاركة عدد من الشركات والجهات المحلية والعربية والعالمية الكبرى ذات اصلة، والتي ستعرض أرقى وأحدث المنتجات التقنية والخدمية في مجال تكنولوجيا القياس.
في هذا السياق، يقول المري إن نفط الكويت هي أول شركة نفط وطنية في الخليج تنظم هذا المؤتمر الذي يعقد على عدة نسخ عالمية كل سنة، تكون الأولى في أميركا والثانية في بريطانيا ثم في الشرق الأقصى، ما يعني أن الشرق الأوسط لم يكن موجوداً على قائمة جدول المؤتمر قبل عام 2014 عندما أطلقت الشركة المبادرة واستضافت الفعالية التي كانت ناجحة وشهدت مشاركة واسعة من الشركات الخليجية التي استفادت جداً، وهذا الأمر شجع الجميع وبات عدد المشاركين يزداد سنة عن أخرى، علماً بأن النسخة الأولى شهدت حضور نحو 300 شخص.
ومدفوعة بالنجاح الذي تحقق، استضافت نفط الكويت النسخة الثانية في عام 2015 وحققت خلالها المزيد من النجاح، فيما أبدت شركة "أرامكو" السعودية رغبتها في استضافة نسخة الشرق الأوسط لعام 2016 وأن يصبح منذ ذلك الحين تنظيم الحدث بالتداول بين الشركتين، لكن "أرامكو" ولأسباب تخصها لم تنظمه في العام الماضي، ما دفع نفط الكويت الى أخذ المبادرة مجدداً لتنظمه هذه السنة، مع استعدادها للعودة الى الاستضافة السنوية كما كانت من قبل.
مكانة الشركة
ومن خلال استضافتها للنسختين الأوليين في 2014 و2015، اكتسبت شركة نفط الكويت سمعة طيبة واعترافاً كبيراً إقليمياً ودولياً بمكانتها، حيث بات المؤتمر معروفاً وأصبحت الشركات العالمية تضعه في جداولها السنوية عند التخطيط وإعداد الميزانيات الخاصة لمشاركاتها الخارجية.
كما لوحظ وجود إقبال أوسع، ويتبين هذا الأمر من عدد المحاضرات، ففي السابق كان اليومان الأولان من المؤتمر يكفيان للمحاضرات، بينما هذا العام سيتطلب الأمر تخصيص الأيام الثلاثة كلها للمحاضرات وذلك لكثرة أوراق العمل المقدمة، كما أن هناك شركات ستحضر من مناطق ودول جديدة، مثل الصين التي ستحضر منها لأول مرة شركات بحثية في مجال القياس.
استفادة كبيرةوعدا عن السمعة وتعزيز المكانة، نجحت الشركة من خلال استضافتها لهذه الفعالية في جذب كبريات الشركات العالمية في النفط والغاز لأن تعرض في الكويت ما ليدها من تكنولوجيات في موضوع القياس، ما أتاح الفرصة لعدة شركات نفطية محلية وإقليمية، وكذلك لمؤسسات الدولة التي تتعامل بالقياسات مثل وزارة الكهرباء والماء، بأن تطلع على أحدث التكنولوجيات والطرق المتبعة.
كما حضر أبرز الخبراء من العالم وألقوا المحاضرات عن أفضل تقنيات القياس، والذي بات مهماً في الحياة اليومية وليس فقط في العمل، فكل شيء يخضع للقياس، وأي خطأ في ذلك قد يعرض أحد الأطراف للظلم، وفي العمل تشدد شركة نفط الكويت على أهمية القياس لأنها لا تقبل بأن تظلم أحداً، وهذا من أسس عملها وقيمها.
وتم أيضاً خلال الفعاليتين السابقتين التعرف على ممارسات جديدة، وفي نفس الوقت اطمأنت الشركة الى انها مواكبة لأحدث التقنيات والطرق وأكثرها جودة، وهذا يأتي في إطار التطوير الدائم لممارسات القياس، حيث يعتبر المؤتمر أحد ركائز هذا التطوير، إذ يقدم فرصة لتبادل الممارسات مع الشركات الأخرى والاطلاع على بعض المشاكل التي قد تكون واجهتها والحلول التي وجدت لها.
أوراق العمل
وستتنوع أوراق العمل في النسخة الثالثة من المؤتمر، كما سيكثر عدد المقدمين، وقد وصل عدد الأوراق الى 36، فيما لم يكن يتجاوز 27 قبل ذلك، وكان بالإمكان ان يصل الى 40 ورقة، لكن اللجنة المنظمة فضلت حصر العدد للتمكن من تنظيم وضبط سير المؤتمر واستغلال الوقت كما يجب، وبالتالي فإن البوادر طيبة.
وبالنسبة لشركة نفط الكويت، فإنها ستقدم 3 أوراق عمل، فيما سيكون هناك ورقتان أخريان من الكويت ستقدم إحداهما شركة البترول الوطنية الكويتية، فيما ستقدم شركة "إيكويت" الورقة الثانية، يضاف الى ذلك ثلاث أوراق عمل خليجية ستقدمها كلها شركة "أرامكو" السعودية.
أما عن الحضور من الشركة، فسيتواجد المعنيون من مختلف الإدارات، لأن القياسات موجودة في كل العمليات النفطية، وبالتالي فإذا كانت القراءات لبئر أو أنبوب معين غير صحيحة، يعني ذلك ان هناك خللاً، وإذا كانت دقيقة فهذا يعني ان كل شيء يسير على ما يرام.
دعم غير محدود
ما يميز المؤتمر أيضاً أنه يحظى بدعم غير محدود من الإدارة العليا للشركة، فهي توليه أهمية كبرى تجلت برئاسته في كل مرة من الرئيس التنفيذي أو أحد نوابه، وهذا الأمر يعود بحسب المري الى أن مجال القياس يمثل صورة شركة نفط الكويت ووزارة النفط والكويت بشكل عام أمام العملاء، إذ أنه كلما كانت الأرقام دقيقة كلما عكس ذلك مدى احترافية الشركة واحترامها للعميل وتمتعها بمصداقية عالية.
أما السبب الثاني الذي يجعل الإدارة العليا تهتم الى هذا الحد في مجال القياس، فإن ذلك يعود لأنه في النهاية يشكل مصدر الدخل، فكل ما يقاس ويتم تصدره يشكل الكمية التي سيتم احتساب مداخيل المبيعات على أساسها، وبالتالي من المهم تطوير القياس وجلب أحدث التكنولوجيات.
فريق جديد
راشد المري يرأس حالياً فريق عمل الحركة والقياس لتصدير النفط وهو فريق جديد نسبياً تم تكليفه بمهمات متعددة، وقد أردنا التعرف على مهمات الفريق وتخصصاته، ولكي نصل الى ذلك كان يجب التعرف على كيفية أخذ قياسات النفط في شركة نفط الكويت، والتي كانت تعتمد حتى وقت قريب على نظام Static الذي يتم عن طريق الخزانات التي فيها عدادات، اكنها تحولت مؤخراً الى نظام dynamic، وهو غير معقد لكن أكثر دقة، أي ان ما يتم قياسه هو تحديداً ما يتم تسليمه، وهذا الأمر تطلب فريقا متخصصا.
في البداية تم إنشاء قسم تم منحه بعض الاستقلالية التي تمكنه من تولي مسؤولياته باقتدار وشفافية، إذ أنه سيكون الحكم وسيتولى أعمال التحقق من الكميات في العمليات وغيرها، وتطورت إمكانات القسم حيث بات هناك أشخاص متخصصون في مهمات، ففكرت الشركة أن تعممهم على كل إدارات الشركة بما أن القياس هو علم بحذ ذاته ويتطلب متخصصين يختلفون في كل مجال، فمثلاً قياس العمليات يختلف عن قياس التصدير والى ما هناك، لذا برزت الحاجة لمهندسين في كافة التخصصات يجتمعون في فريق واحد، فكان تأسيس الفريق الذي يتبع لمجموعة الخدمات المساندة لعمليات التصدير وعمليات البحرية في مديرية غرب الكويت.
أما ما تعنيه الحركة، فهناك قسم ضمن الفريق مسؤول عن تحديد الكميات وإصدار الوثائق الخاصة بالبواخر التي تحتاج لفواتير رسمية ومنح رخص عملية تجارية origin certificate تصدر في الكويت لاستخدامها في الجمارك، وهذه الوثائق تتضمن البيانات التي توضح الكميات الموجودة مواصفاتها وغير ذلك.
يعمل في الفريق حالياً 31 موظفاً، لكن من الواضح ونظراً لتوسع رقعة انتشار الفريق وتعدد مهماته، فإنه يحتاج الى المزيد وهو ما يحصل حالياً، حيث تم طلب تعزيز العنصر البشري، لا سيما ان الفريق تم تكليفه بمهمة جديدة تشمل تغطية ما يعرف بالـDispatched Point في كافة مراكز التجميع، وهي النقطة التي يخرج منها النفط من هذه المراكز الى الحظائر، فبات الفريق هو المسؤول عن معايرة الكميات ونوعية العدادات والطرق المستخدمة وغير ذلك، ، ومن ضمنها النقطة التي يتم التصدير منها الى وزارة النفط.
تجهيزات وتدريب
يبقى أن الفريق يحتاج للمزيد من التجهيزات والمعدات، علماً بأن هناك اطلاع دائم على السوق، حيث انه كل تكنولوجيا جديدة تظهر يكون الفريق من أوائل الجهات تتعرف على خصائصه، لكن مسؤوليه حذرون في استخدام أو اعتماد أي تقنية قبل التأكد تماماً من انها باتت مثبتة وحصلت على الموافقة والترخيص من المختبرات العالمية المتخصصة في هذا المجال، وحتى بعد ذلك يتم النظر في الأمر ثم تطبيق التكنولوجيا على مشاريع تجريبية لفترة، قبل اعتمادها نهائياً في حال سارت الأمور على ما يرام.
ويختم المري بالتأكيد أن كل فريق ولكي يستمر يحتاج أفراده الى التدريب، وهذا هو وضع فريقه الذي يتعاون في هذا السياق مع شركات عالمية متخصصة في المجال ولديها أفضل الخبرات، مشيراً الى أن هناك تدريبات من عدة أنواع، بعضها ينص على إرسال أحد الموظفين لفترة معينة للعمل مع الشركة العالمية والاطلاع على المعايير والإجراءات المتبعة وغيرها، فيعود مكتسباً خبرات كبيرة، في حين أن الطريقة الثانية تتعلق باستقدام أصحاب الخبرة من المحترفين كانتداب لفترة للاحتكاك مع العاملين في الفريق ومنحهم الخبرة، فضلا عن طرق تدرب أخرى كالمحاضرات وورش العمل والمشاركات الخارجية وغيرها.
كادر – لجان المؤتمر الثالث:
سينعقد المؤتمر الثالث برئاسة الرئيس التنفيذي للشركة جمال عبدالعزيز جعفر.
أما اللجنة التنفيذية، فهي برئاسة نائب الرئيس التنفيذي لغرب الكويت إسماعيل عبدالله، وتضم في عضويتها مدير مجموعة عمليات التصدير علي هاشم، ومدير مجموعة العلاقات العامة والإعلام محمد البصري، ورئيس فريق عمل التطوير الوظيفي والتخطيط بدر الهدية، وكبير آمري وسائط الإعلام نورة الصولا.
من جهته يرأس راشد المري اللجنة الفنية للمؤتمر، والتي تضم عدداً من المهندسين والمتخصصين من نفط الكويت وشركة البترول الوطنية الكويتية و"إيكويت".