مشروع الحفر بتقنية الـ Multilateral يحسّن معدلات الإنتاج بأقل تكلفة
تواصل شركة نفط الكويت العمل على تحسين معدلات الإنتاج بأقل تكلفة ممكنة، وذلك من خلال اعتماد أحدث أساليب وتقنيات الصناعة النفطية وأكثرها فعالية.
وفي هذا الإطار، بدأت الشركة منذ عام 2018 العمل من أجل تنفيذ مشروع الحفر بتقنية الـMultilateral، أو الحفر متعدد المستويات، والتي تساعد على توفير مساحات سطحية بالإضافة إلى رفع مستوى الإنتاج.
وللتعرف على هذا المشروع الذي يمثل أهمية كبيرة ويتميز بفوائد كثيرة، التقينا كبير الجيولوجيين في فريق عمل دراسة المكامن صبري عبد العزيز عبد الجواد.
تحدٍ كبير
في البداية، قال عبد الجواد إن الحفر بتقنية الـMultilateral يعد من أكبر التحديات الموجودة في مجال العمل النفطي، فمنذ عام 2018 بدأت هذه الفكرة بتوجيهات من الإدارة العليا لتطوير العمل في منطقة عمليات شمال الكويت، وخاصة في حقلي الصابرية والروضتين، وذلك لأسباب عدة، من أهمها أنهما أكبر حقلين في شمال الكويت من حيث إنتاج النفط.
وأشار إلى أنه تم حفر أكثر من 2500 بئر، بالإضافة إلى البنية التحتية الموجودة، ما أدى إلى شغل معظم المساحة السطحية للحقلين وعدم توافر ما يكفي لحفر مزيد من الآبار الجديدة وعمل بنية تحتية إضافية، لذلك بدأ العمل لإيجاد أساليب جديدة تساعد على توفير مساحات سطحية بالإضافة إلى رفع مستوى الإنتاج، فتم تشكيل فريق متكامل من مختلف الإدارات المهنية لعمل دراسة جدوى لهذه التقنية واستغرق ذلك من 4 إلى 6 أشهر.
وأوضح أن تقنية الـMultilateral هي تقنية حفر بئر أفقية متعددة الأفرع (البئر الأم + أفرع متعددة)، حيث تسمح باستخدام مساحة سطحية تكفي لحفر عدة آبار بدلاً من بئر واحدة، ويمكن أن تكون جميع الأفرع في نفس الطبقة أو طبقات مختلفة.

ستة مستويات
وأكد أن هذا النوع من الحفر له ستة مستويات، ويعتبر المستوى الأول أبسط الأنواع من حيث طريقة الحفر وتنشيط البئر حتى توصيلها على خط الإنتاج، وكلما زاد المستوى زادت التحديات، فتم العمل بالمستوى الأول الذي لا يحتاج إلى معدات أو أدوات إضافية تتطلب بعض الوقت لتوفيرها.
وأضاف أنه تم اعتماد هذه التقنية لتطوير مكامن ذات صفات أقل جودة في المسامية والنفاذية ولها خصائص مشابهة للنفط الصخري، لافتاً إلى أن من أهم فوائد هذه التقنية توفير مساحات سطحية يمكن استخدامها لحفر آبار جديدة أو بنية تحتية إضافية، ورفع مستوى الإنتاج بزيادة مساحة اتصال المكمن مع تجويف البئر والأفرع المتصلة به.
ومن الفوائد كذلك، تقليل التلوث البيئي عن طريق الحد من تنقلات السيارات المستخدمة أثناء عمليات الحفر حتى توصيل البئر على خط الإنتاج، وأيضاً تقليل بؤرة سائل الحفر، أو ما يعرف تقنياً بـ "الطفلة".
واعتبر أن استجابة العاملين في الشركة لهذه التقنية كانت سريعة وإيجابية، حيث تم التعامل معها بروح الفريق، وتذليل كل الصعاب وإيجاد الحلول البديلة لمواجهة أي تحدٍ، بدءاً من دراسة الجدوى ومروراً بعملية التنفيذ وحتى توصيل البئر على خط الإنتاج، وكل ذلك تم تحت قيادة رئيس فريق عمل دراسة المكامن في شمال الكويت المهندسة موضي العجمي.
صعوبات عديدة
وأشار إلى أن من أهم الصعوبات التي واجهت الفريق خلال العمل في المشروع، كيفية تصميم وتنفيذ حفر بئر أفقية متعددة الأفرع، والخروج من البئر الأم إلى كل فرع جديد، والوصول إلى الطبقات المستهدفة ذات السماكة القليلة التي لا تتجاوز 18 قدماً، وفي طبقات ذات صفات متنوعة ومكونات جيولوجية معقدة، وعلى مسافات تحت الأرض قد تصل إلى 9000 قدم.
كما تضمنت الصعوبات الحفر بين مسافات سطحية بعيدة حتى الوصول إلى المكمن بزاوية محددة واتجاه معين يتفق مع طبيعة تكوينه وتركيبه الجيولوجي، بالإضافة إلى توفير المواد اللازمة للحفر وكيفية تحفيز وتنشيط البئر لبدء عملية الإنتاج.
وأكد أنه تم التعامل مع كل هذه التحديات بمهنية وكفاءة عالية والتغلب عليها والوصول إلى نتائج باهرة يمكن الاستفادة منها في آبار أخرى.
وقال عبد الجواد إنه بعد تطبيق الحفر بهذه التقنية باستخدام المستوى الأول البسيط في حقلي الصابرية والروضتين لمكمن مودود، وحفر فرعين فقط من كل بئر أم، تم تقييم التجربة ودراسة النتائج والعمل على تنفيذها بصورة متقدمة في حقل الصابرية لمكمن Tuba السفلي، وحفر ثلاثة أفرع من البئر الأم، وذلك بما يعادل 7629 قدماً من المكمن عالي الجودة.
نتائج مشجعة
وأضاف أن النتائج كانت مشجعة جداً من حيث تقليل التكلفة بنسبة 30 بالمئة من القيمة الفعلية، فضلاً عن زيادة الإنتاج من 4 إلى 5 أضعاف مقارنة بالحفر التقليدي.
ولفت إلى أن النتائج الأولية لهذا المشروع أظهرت أهميته على صعيد المساهمة في تطوير المكامن المماثلة، لا سيما في مكمن مودود بحقل بحره، مؤكداً أنه سيتم تطبيق الدروس المستفادة من هذه التجارب في المستقبل.
وأشاد بجهود القيادة العليا في الشركة خلال تنفيذ هذا المشروع، مضيفاً أنها قدمت الدعم الكامل والتوجيهات الفنية واللوجستية من خلال رفع التقارير الأسبوعية والشهرية بواسطة فريق العمل، كما تم توفير كل ما يحتاجه المشروع والتعامل مع جميع التحديات التي واجهت الفريق بدءاً من دراسة الجدوى ومروراً بعملية التنفيذ حتى بداية الإنتاج.
وتحدث عن الفرق والجهات المشاركة في هذا المشروع وهي: فريق عمل دراسة المكامن في شمال الكويت، وفريق عمل تطوير حقل الصابرية، وفريق عمل الحفر التطويري وإصلاح الآبار 5، وفريق عمل تطوير حقول الروضتين، وفريق عمل هندسة ومساندة معاينة الآبار، إضافة إلى شركة "شل" العالمية.
تعاون وشراكة
ولفت إلى أنه تم التعاون مع شركة "شل" في هذا المشروع باعتبارها إحدى الشركات العالمية العاملة في مجال النفط، وهي الشريك الحالي الذي يعمل جنباً إلى جنب مع شمال الكويت في اتفاقية الخدمات المحسنة لتطوير حقلي الصابرية والروضتين بموجب عقد طويل الأمد مدته 10 سنوات، وتمت الاستفادة من خبراتها الكبيرة في هذا المجال وتطبيق هذه التقنية بنجاح.
وختم بالقول إن هذه التقنية ستساعد على حفر عدد كبير من الآبار بتطبيقاتها المختلفة، والذي بدوره سيساهم في زيادة الإنتاج بأقل تكلفة وبما يعمل على تحقيق استراتيجية الشركة لعام 2040.
العجمي: نتائج المشروع مبهرة
في الختام، كان لرئيس فريق عمل الدراسات المكمنية (شمال الكويت) موضي العجمي كلمة أشادت فيها بتعاون فريقها وفريق عمل تطوير حقل الصابرية وفريق عمل تطوير حقل الروضتين وفريق عمل تطوير الحقول الجديدة وحقل بحره، إضافة إلى فرق الحفر وفريق عمل مراقبة الآبار، بالإضافة إلى شركة "شل" العالمية، في تنفيذ مشروع تقنية حفر بئر أفقية متعددة الأفرع في حقلي الصابرية والروضتين، والاستفادة من خبرات حفر تلك الآبار وتطويرها والبدء في تنفيذها بحقل بحره في خزان مودود ذي الخصائص المماثلة.
كما أشادت العجمي بدعم الإدارة العليا في شركة نفط الكويت لهذا المشروع الذي بدأ منذ عام 2018، مشيرة إلى أن نتائجه كانت مبهرة، خاصة للخزانات ذات الصفات الأقل جودة والتي لها خصائص مشابهة للنفط الصخري عالية التكاليف، حيث إن استخدام تلك التقنية ساهم في زيادة الإنتاج لأول بئر بواقع 4 أضعاف، مع خفض تكلفتها بنسبة 30 بالمئة مقارنة بالحفر التقليدي.
وأكدت أن فريقها وبالتعاون مع الفرق الأخرى ذات الصلة، يقوم دائماً بتطوير آليات العمل من خلال تبني أحدث التقنيات والأساليب، والعمل على زيادة الانتاج بأقل التكاليف، والسعي لبذل أقصى الجهود الممكنة لتحقيق استراتيجية شركة نفط الكويت لعام 2040، وبالتالي توفير الرخاء لبلادنا الحبيبة الكويت.