تسعى شركة نفط الكويت بكل إداراتها إلى توفير أفضل بيئة عمل تضمن الراحة والسلامة والأمان للعاملين فيها، كما تحافظ على مرافقها وأصولها من أي أضرار قد تلحق بها.
ومن هنا، كان البحث الدائم عن أفضل السبل لإزالة أي مخاطر قد تؤثر على سلامة العاملين والأصول على السواء، وقد نجحت الشركة بالفعل في تحديد وتحييد أي مخاطر تم التعرّف عليها، وذلك من خلال عدة مبادرات ومشاريع وآليات وبرامج متنوعة.
وكانت إحدى المبادرات، تلك التي أطلقتها مجموعة خدمات الأحمدي مؤخراً، وعملت من خلالها على تعزيز أداء العاملين في كافة الفرق التابعة لها بمجال تحديد المخاطر والقضاء عليها أو التخفيف من تأثيراتها، وذلك في إطار برنامج أطلقت عليه Hazard Hunt، والذي سنتحدث عنه في المقال التالي.
نبذة عن المبادرة
البحث عن المخاطر، أو Hazard Hunt هو برنامج أطلقته مجموعة خدمات الأحمدي ويتم فيه تحديد واحتساب المخاطر من خلال النظر بشكل نقدي في بيئة العمل، بهدف تقليل تلك المخاطر بشكل كبير.
ومن خلال تحديد وإبراز المخاطر المحتملة ذات الصلة، يمكن للمسؤولين في المجموعة المساعدة على اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة حيال كل من المخاطر المذكورة، وبالتالي القضاء على الحوادث أو خفضها إلى أقصى حد، سواء لناحية الإصابات البشرية، أو فيما يتعلق بتلف الأصول.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه المبادرة تم إعدادها على مراحل، حيث جرى في البداية، وتحديداً في عام 2021، تحديد الجدول الزمني، قبل إطلاق التنفيذ خلال عام 2022، كما تم تطوير الوحدة المعنية بذلك بناءً على دراسة دقيقة وهادفة لتحليل الفجوات في مجالات الصحة والسلامة والبيئة ضمن كافة فرق العمل التابعة للمجموعة.
منهجية التنفيذ
بحسب ما ينص عليه البرنامج، يقوم مسؤول الصحة والسلامة والبيئة في كل منشأة بإجراء جلسة افتراضية حول وحدات التدريب الإلكترونية المختارة للتشغيل والصيانة (المهندسين والمشرفين ومراقبي العمال والمشغلين)، على أن تتكون كل وحدة من ثلاثة أشخاص من موظفي التشغيل والصيانة للمنشأة، يتولى أحدهم مهمة التصوير، والثاني الكتابة، والأخير التنفيذ.
تقوم الوحدة المسؤولة بزيارة المشروع أو المنشأة، والتقاط صور للمخاطر الموجودة فيه، بعدها يتم تحميل الصور على جهاز الكمبيوتر، ومن ثم تحليلها.
عقب ذلك، يقوم أعضاء الوحدة بشرح المخاطر للعاملين في المنشأة، بهدف تعميم إجراءات تصحيحية والالتزام بضوابط محتملة، فإما أن يقبل العاملون بذلك أو يرفضوا الخطر المحدد، وبالتالي يتم فتح باب المناقشة حول كيفية إزالة الخطر أو على الأقل التخفيف منه.
وفي النهاية، وبعد المناقشة، وبمجرد اتخاذ القرار، يعود أعضاء الوحدة إلى موقع الخطر المحدد لتنفيذ التحسين المتفق عليه، ومن ثم يتم عرض صور للتحسين في الموقع وتعميمها على الفريق المعني أو المجموعة كأحد الدروس المستفادة.
توزيع المهام
تتوزع المهام في هذا البرنامج على مختلف الفرق التابعة للمجموعة بحسب الاختصاص، مع العلم أن لكل فريق مواقع يكون مسؤولاً عنها ووحدات تابعة.
الفريق الأول هو فريق عمل المرافق الذي يتولى المسؤولية عن محطة المياه المبردة (ب) والمحطة الفرعية، فضلاً عن مواقع البناء، حيث يتم تحديد كل موقع بحسب خطة التنفيذ، في حين تتبع الفريق وحدتان هما وحدة الطاقة الكهربائية ووحدة المعدات المتنقلة.
أما فريق عمل خدمات المجتمع، فيتولى مسؤولية كل من المطبخ المركزي و"بلسم كورت"، ويضم وحدة الانزلاق والتعثر والسقوط، في حين يتولى فريق عمل الإدارة المكتبية موقع متجر الأثاث، وتتبعه وحدة الأجسام المتساقطة.
من جهته، يتولى فريق عمل صيانة مستشفى الأحمدي مسؤولية الطرق ومواقف السيارات في كل من مستشفى الأحمدي العام ومستشفى الأحمدي التخصصي، ويضم وحدة الطرق، كما يتولى مواقع البناء التي يتم تحديدها لاحقاً، وتتبعه وحدتان أخريان في هذا المجال هما وحدة اللحام والقطع، ووحدة العمل في المرتفعات.
بدوره، يتولى فريق عمل صيانة المباني مسؤولية مواقع بناء محددة، وتتبعه ثلاث وحدات هي وحدة أعمال الحفر، ووحدة السقالات، ووحدة الرفع والسحب.
كيفية التنفيذ
ومن حيث التنفيذ، يتضمن البرنامج الكثير من الإجراءات، منها ما يتعلق بالعمل التحضيري، وتشمل إجراء تحليل فجوة الصحة والسلامة البيئية، وتحديد أهم 10 مخاطر، وإعداد وحدة التدريب الإلكتروني على المخاطر، وتحديد مرفق لتنفيذ البحث عن المخاطر، وهي أربع مهمات يتولاها فريق عمل الصحة والسلامة والبيئة (الشؤون الإدارية)، بالتعاون مع الفرق المنفذة لكل مبادرة أو مشروع.
كما يتضمن البرنامج إجراء دورات تدريبية إلكترونية لطاقم المنشأة، وهي تدريبات يتولاها فريق عمل الصحة والسلامة والبيئة (الشؤون الإدارية)، ثم تشكيل فريق البحث عن المخاطر من قبل المسؤولين عن المرفق، والذي يتولى إجراء الزيارة للمرفق (فريق البحث عن المخاطر)، والتقاط الصور لمخاطر الموقع، وعرضها أمام طاقم المنشأة، واقتراح الإجراءات التصحيحية الممكنة، إضافة إلى عقد اتفاق مع طاقم المنشأة لإقرار الإجراءات المناسبة وتنفيذها، مع تداول صور الإجراءات التصحيحية بين العاملين في المنشأة كدرس مستفاد.
مهام الوحدات
أما الوحدات التي يتم تشكيلها ضمن كل فريق أو موقع، فمن مهامها تحديد ما هو Hazard Hunt، وإعطاء التعريف (المعلومات الأساسية)، وإعداد فيديو / محاكاة (فيديو الحادث / فيديو معلومات أساسية)، وتعميم إحصاءات الحوادث، وكذلك تقديم معلومات تقنية.
ومن مهامها أيضاً تحديد المخاطر والتدابير الاحترازية، ومعدات الحماية الشخصية المطلوبة، ومتطلبات التدريب (إن وجدت)، والدروس المستفادة، وإقرار كيفية استخدام والاستفادة من الصور الملتقطة.
ويشمل عمل الوحدات كلاً من محطات وورش التبريد، ومواقع البناء والصيانة، وأعمال تعديل المكاتب والمنازل، وكذلك المطابخ الصناعية.
خطط مستقبلية
أوضح موظفو فريق عمل الصحة والسلامة والبيئة (الشؤون الإدارية) أنه بالنسبة للخطط المستقبلية، فإنهم يأملون في تعميم هذه المبادرة على مستوى جميع المديريات في الشركة، ليأتي ذلك متوافقاً مع جهود اعتماد مفهوم Hazard Hunt على المستوى الإقليمي وبين شركات النفط العالمية.
وشددوا على أن الفكرة تتلخص في جعل التركيز منصباً على الصحة والسلامة والبيئة وتعميم الوعي بين جميع الموظفين، وليس فقط بين موظفي الصحة والسلامة والبيئة.
ورش عمل
أقام فريق عمل الصحة والسلامة والبيئة (الشؤون الإدارية) ورش عمل للبحث عن المخاطر في مختلف المواقع التابعة لمجموعة خدمات الأحمدي، وذلك بهدف تعزيز مهارات البحث عن المخاطر لدى العاملين في الشركة وموظفي المقاول بالفرق المعنية، والحد من الحوادث والخسائر داخل الشركة.
وأقيمت ورش العمل للمهندسين المعينين حديثاً في الشركة، وهي فكرة مبتكرة، حيث تتضمن تشجيع الموظفين أنفسهم على اكتشاف المخاطر بدلاً من موظفي الصحة والسلامة والبيئة، وبما يتماشى مع الجهود الكبيرة التي تواصل الشركة بذلها في سياق الأولوية القصوى التي تمنحها لمعايير الصحة والسلامة والبيئة خلال عملياتها، كما تشكل دليلاً على سعيها للابتكار في كافة أعمالها وأنشطتها.
