رحلة برنامج إعادة تأهيل البيئة الكويتية.. في كتاب
أطلقت شركة نفط الكويت مؤخراً الجزء الأول من كتابKOC- KERP Journey ، أو "رحلة برنامج الكويت لإعادة تأهيل البيئة"، حيث توثق فيه كافة أعمالها وإنجازاتها في البرنامج المذكور الذي يعد أكبر مشروع من نوعه على مستوى العالم، ويقام تحت إشراف لجنة التعويضات التابعة للأمم المتحدة وبمشاركة عدة جهات كويتية من بينها نفط الكويت، ويهدف إلى مساعدة دولة الكويت على معالجة الأضرار البيئية الناتجة عن الغزو الغاشم.
وقد تم إطلاق هذا الكتاب على هامش فعالية السلامة والتأهيل والتخضير التي نظمتها مجموعة تأهيل التربة برعاية وحضور نائب الرئيس التنفيذي بالوكالة للمشاريع الكبرى والخدمات الفنية بدر المنيفي، وبالتعاون مع الشراكات القائمة مع المقاولين، إضافة إلى حضور مدير مجموعة تأهيل التربة سامي الياقوت وعدد من رؤساء الفرق وممثلي نقطة الارتباط الكويتية لمشاريع البيئة وممثلين عن كل من لجنة الأمم المتحدة، والهيئة العامة للبيئة، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية.
في السطور التالية، تتحدث "الكويتي" عن تفاصيل إنجاز هذا الكتاب ومحتواه، والهدف منه والتحديات التي مر بها، والدعم الذي حصل عليه لإصداره في وقت قياسي.
سنة ونصف
يتألف الكتاب الصادر باللغة الإنجليزية مما يزيد على 300 صفحة من المعلومات والوثائق والبيانات والصور التي تستعرض المراحل التي شهدها برنامج الكويت لإعادة تأهيل البيئة، وبشكل خاص المساهمة الرائدة لشركة نفط الكويت فيه.
وأفاد مدير مجموعة تأهيل التربة سامي الياقوت في تصريح لـ"الكويتي" بأن هذا الكتاب ثمرة عمل دؤوب لمدة سنة ونصف السنة، تم خلالها جمع البيانات وإعداد المحتوى، موضحاً أن الكتاب سلط الضوء على مشاريع KERP التي تنفذها شركة نفط الكويت منذ عام 2012، فيما أشار رئيس فريق عمل مشاريع تأهيل البيئة التربة (2) مثنى المؤمن إلى أن الكتاب يتعلق بتاريخ برنامج إعادة تأهيل البيئة، ويعتبر الجزء الأول فقط، حيث ستليه أجزاء أخرى لتوثيق بقية الأعمال في المستقبل.
من جانبها، قالت مهندس البيئة بفريق عمل مسندة تأهيل التربة عائشة البارود، التي قدمت عرضاً مرئياً عن الكتاب وقامت بتوقيعه للحضور خلال فعالية السلامة والتأهيل والتخضير، إنها صاحبة فكرة الكتاب بهدف توثيق الأحداث والإنجازات التي تتم في إطار برنامج الكويت لإعادة تأهيل البيئة، وذلك ليستفيد موظفو شركة نفط الكويت وجيل المستقبل من تلك المعلومات.
ولفتت البارود إلى أنه تم إنجاز هذا الكتاب من قبل فريق عمل مساندة تأهيل التربة (قسم البيئة) التابع لمجموعة تأهيل التربة، والذي قام بتجميع المعلومات وصياغتها بطريقة سلسة ومفهومة لجميع فئات المجتمع (من الإنسان العادي إلى الخبير المختص)، وذلك بالتعاون مع عدد من فرق الشركة وشركة "أيمك" للاستشارات (المقاول السابق الذي قدم معلومات تهم البرنامج)، وشركة "وورلي" للاستشارات، إضافة إلى أعضاء نقطة الارتباط الكويتية وأعضاء لجنة الخبراء الأممية، وفريق عمل الإعلام الذي عمل على تصميم الكتاب وطباعته.
تسعة فصول
وأشادت البارود بتعاون الجميع لإصدار الكتاب في وقت قياسي، حيث كان من المفترض أن يستغرق العمل عليه نحو 3 سنوات، ولكن بفضل تضافر جهود الجميع وتعاونهم الدؤوب ومثابرتهم في العمل، تم إصدار الكتاب خلال سنة ونصف السنة، لافتة إلى أنه تم تعميم نسخة من الكتاب على كل موظفي القطاع النفطي عن طريق رابط إلكتروني.
وأوضحت أن الكتاب يحتوي على تسعة فصول، حيث تم في الفصول الثلاثة الأولى تغطية أحداث الغزو الغاشم، في حين تحدثت الفصول الثلاثة التي تلت (الرابع والخامس والسادس) عن جميع إنجازات شركة نفط الكويت الخاصة ببرنامج تأهيل البيئة.
بدوره، سلط الفصل السابع الضوء على الدروس المستفادة من مشاريع تأهيل البيئة، فيما تناول الفصل الثامن ورش العمل والأبحاث ومشاركات الشركة (العروض المرئية، أوراق العمل) في مؤتمرات عالمية، واحتوى الفصل التاسع على كلمات لأعضاء فريق KERP.
تحديات عديدة
وتحدثت البارود عن التحديات التي واجهت إصدار هذا الكتاب، قائلة إن الحصول على معلومات (من 1990 إلى ديسمبر 2022) وتجميعها في وقت قياسي كان تحدياً كبيراً، لذلك تمت مخاطبة جميع الفرق المعنية بالشركة والجهات الخارجية (نقطة الارتباط الكويتية، استشاريي الأمم المتحدة، والاستشاريين في شركتي "أيمك" و"وورلي") للحصول على هذه المعلومات.
كما تم إنشاء مكتبة إلكترونية أدرجت فيها جميع المعلومات والعقود والوثائق، الأمر الذي سهّل التحضير لهذا الكتاب، فضلاً عن تكوين فريق عمل كبير وتوزيع العمل بحسب التخصصات (البيئة، العقود، تأهيل التربة، التكنولوجيا...إلخ) لإنجاز هذه الوثيقة المهمة.
وأضافت أن من بين التحديات التي تمت مواجهتها أيضاً، صياغة الكتاب بلغة سلسة يفهمها الإنسان العادي والمختص على حد سواء، ووضع المعلومات بشكل متناغم وسردها بصورة تجذب القارئ، موضحة أن توفير وتجميع المعلومات الدقيقة الخاصة بالعقود والاستراتيجيات والتنفيذ في مشاريع عدة على امتداد سنوات، تطلب وقتاً كبيراً بسبب تعدد الفرق داخل الشركة والتي تم التواصل معها في هذا السياق.
إشادة وتقدير
يشار إلى أنه تم خلال فعالية السلامة والتأهيل والتخضير تسليم النسخة الأولى من الكتاب إلى الأمين العام لنقطة الارتباط الكويتية لمشاريع البيئة نهيل العبدالرزاق، التي شكرت في كلمة لها شركة نفط الكويت، وخصوصاً عائشة البارود، على المجهود الكبير الذي تم بذله لإنجاز هذا الكتاب، كما أشاد به القائمون على برنامج تأهيل البيئة وفريق نقطة الارتباط وخبراء الأمم المتحدة.
كما تم توزيع نسخ من الكتاب على الجميع، وتكريم كل الذين ساهموا في إعداده، بالإضافة إلى تقديم عروض مرئية حول سير الأعمال التمهيدية في برنامج الكويت لإعادة تأهيل البيئة، وتنظيم معرض لشركات المقاول، وجلسات فنية عن المشاريع.
بدورها، كرّمت شركة نفط الكويت عدداً من المهندسات اللاتي ساهمن في هذه المشاريع، وذلك احتفالاً باليوم العالمي للمرأة، كما كرّمت اثنين من أعضاء فريق إطفاء الآبار المحترقة، هما مدير مجموعة تأهيل التربة سامي الياقوت، والمرأة الوحيدة بالفريق سارة أكبر.
وحظي هذا الحدث بتقدير العديد من ممثلي السفارات وغيرهم من الشخصيات البارزة، لاسيما المعنيين ببرنامج الكويت لإعادة تأهيل البيئة (KERP)، والذي يهدف إلى معالجة التربة الملوثة لإعطاء حياة جديدة للبيئة الكويتية.
وفي هذا الإطار، تمضي قدماً وبخطى كبيرة المشاريع البيئية الخمسة التي تم توقيع عقودها مع مقاولين مختلفين، حيث تمت إعادة تأهيل مساحات واسعة من التربة حتى الآن، كما تم بنجاح استكمال الأعمال التمهيدية، حيث يمثل كل إنجاز في هذا البرنامج خطوة نحو بيئة نظيفة وأكثر اخضراراً واستدامة لجيل المستقبل.
الإدارة العليا تسلمت نسخة من الكتاب
على هامش الاجتماع الأسبوعي للإدارة العليا في الشركة، تسلم الرئيس التنفيذي أحمد جابر العيدان ونواب الرئيس التنفيذي نسخة من كتاب KOC-KERP Journey الذي يوثق جميع أعمال وإنجازات الشركة في إطار برنامج الكويت لإعادة تأهيل البيئة.
واطلع المجتمعون على محتوى الكتاب الذي قامت بإعداده مجموعة تأهيل التربة، بالتعاون مع عدد من الإدارات داخل الشركة ومختلف الجهات الخارجية المعنية بهذا الجهد.
وتولى مدير مجموعة تأهيل التربة سامي الياقوت، وإلى جانبه مهندس البيئة عائشة البارود، تقديم الشروحات للرئيس التنفيذي ونوابه حول الجهود التي تم بذلها في هذا الكتاب الذي يوثق كافة عمليات تأهيل التربة المتضررة من الغزو، ويسرد قصة ملحمة بطولية بدأت مع فرق الإطفاء التي أخمدت نيران الآبار، وتواصلت مع العاملين من مختلف الجهات ضمن برنامج الكويت لإعادة تأهيل البيئة.
وقد نال الكتاب إعجاب وتقدير أعضاء الإدارة العليا الذين أثنوا على جهود العاملين فيه، حيث طالب الرئيس التنفيذي بترجمته وإصدار نسخة عربية منه.
مشاريع تعيد كنوز الكويت
قامت شركة نفط الكويت بجهود جبارة في إطار مساهمتها ببرنامج الكويت لتأهيل البيئة، حيث تولت الإعداد والتجهيز لكافة المراحل حتى الوصول إلى توقيع العقود مع الشركات المختصة وبدء المعالجة الفعالية التي نظفت مساحات هائلة من التربة الملوثة.
ففي عام 2021، وقعت شركة نفط الكويت 5 عقود مع 4 شراكات مختلفة بين مقاولين مدنيين محليين وشركات تأهيل دولية من المملكة العربية السعودية والصين وفنلندا وإيطاليا.
وفي فبراير 2023، أعلنت شراكات المقاولين عن اجتيازها شوطاً مهماً، حيث أكملت المرحلة الأولى من الأشغال، والمتمثلة في تطهير المناطق من الذخائر غير المنفجرة، وتحديد حجم التربة الملوثة، ومدى تلوثها، وخصائصها (تحديد نوع التربة ومستويات التلوث وخصائصه)، فضلاً عن إجراء المعالجة التجريبية لإثبات فعالية وكفاءة المعالجة (ما يمكن وما لا يمكن معالجته).
وهذه العقود تمر حالياً بمرحلة المعالجة الشاملة، إذ يقوم بعض المقاولين بإعداد تقنيات المعالجة الخاصة بهم، فيما بدأ آخرون أنشطة تأهيل التربة على نطاق كامل.
وحتى لحظة إعداد هذا المقال، خضع أكثر من 400 ألف طن من التربة للمعالجة، في حين يتم حفر المزيد من التربة ونقلها للمعالجة كل يوم، إذ تم بالفعل حفر أكثر من مليوني طن من التربة، ونقل نحو 1.5 مليون إلى مناطق التكديس لغربلتها وفصلها.
وبالإضافة إلى المشاريع التي يتم تنفيذها حالياً، وقعت الشركة مؤخراً ثلاثة عقود أخرى مع ثلاث شراكات بين المقاولين المحليين وشركائهم الدوليين في تأهيل التربة من ألمانيا والجمهورية التشيكية والصين.
وشركة نفط الكويت على يقين بأن نموذج التعاقد لديها يوفر إطاراً للنجاح، وإذا كان يمكن القياس على النتائج التي تحققت حتى الآن، فإنه من المؤكد أن المحصلة النهائية ستكون مفخرة للجميع.
والشركة لا تتوقف عند هذا الحد، حيث إن لديها حالياً مناقصة في السوق لإعادة الغطاء النباتي لما يقرب من 42 كيلومتراً مربعاً من الأراضي، حيث تشير هذه المناقصة إلى ختام فصل مظلم بتاريخ الكويت، وإعادة الرمال الذهبية إلى أرضها.